يستعرض الكتاب الآمال العظيمة التي تحملها هذه التقنيات في تحسين حياة الإنسان وعلاج الأمراض (الرجاء)، وفي المقابل يثير المخاوف والتحديات الأخلاقية والدينية والاجتماعية التي تلازمها (الخوف). يتناول الكتاب عدة محاور رئيسية:

العلاج الجيني: يشرح العلاقة بين الوراثة والبيئة ويقدم تعريفًا للعلاج الجيني الذي يهدف إلى استبدال الجينات التالفة أو إمداد الخلايا بالجينات السليمة. يوضح طرق العلاج الجيني (داخل الجسم وخارجه) وأشهر الأمراض المرشحة له، مثل نقص إنزيم ADA والتليف الكيسي. كما يناقش أنواع العلاج الجيني (الجسدي والجرثومي) والتحديات الأخلاقية التي يثيرها الأخير، مع عرض مفصل للأحكام الشرعية والفقهية التي غالبًا ما تجيز العلاج لحفظ النفس وتحرم تغيير الخلق أو إحداث ضرر.
الخلايا الجذعية: يبدأ بوصف الخلية ككيان معقد ويستعرض أنواع الخلايا الجذعية، مثل الخلايا الجذعية الجنينية (المكتملة والعديدة القدرات) والخلايا الجذعية البالغة (المتعددة القدرات). يركز على مصادرها، مثل دم الحبل السري، واستخداماتها الواعدة في علاج أمراض عصبية وقلبية وسكري وسرطان. لكنه يسلط الضوء على التحديات، مثل الرفض المناعي وصعوبة عزل بعض الخلايا البالغة، بالإضافة إلى الجدل الأخلاقي والديني الكبير حول استخدام الخلايا الجذعية الجنينية وأهمية الحفاظ على كرامة الإنسان.
الهندسة الوراثية وتطبيقاتها: يقدم الهندسة الوراثية كعلم يهتم بدراسة انتقال الصفات الوراثية والتصميم والتحكم فيها. يعرض التقنيات الأساسية، مثل إنزيمات القطع وتسلسل الحمض النووي ونواقل الاستنساخ، بما في ذلك البلازميدات والفيروسات والكروموسومات الصناعية. يسلط الضوء على تطبيقاتها الواسعة في:
- الزراعة: لإنتاج محاصيل مقاومة للآفات والأمراض والأعشاب الضارة، ومحسنة غذائياً، ومقاومة للجفاف، ومحاصيل قادرة على تثبيت النيتروجين أو استخلاص المعادن الثمينة.
- الإنتاج الحيواني: لتحسين معدلات النمو ومقاومة الأمراض وإنتاج البروتينات.
- المجال الطبي: لإنتاج اللقاحات، وتطوير العلاج الجيني، والتشخيص.
- المعالجة البيئية: لإنتاج سلالات بكتيرية معدلة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتنظيف التلوث النفطي.
- الصناعة: لإنتاج مواد جديدة مثل حرير العنكبوت الفائق القوة. كما يتناول المخاطر المحتملة لهذه التقنيات، مثل انتقال الجينات غير المقصود وتأثيرها على التوازن البيئي، والآثار السلبية على صحة الإنسان، ومخاوف من تقنية "البذور الانتحارية".
الأغذية المعدلة وراثياً: يعرفها كأغذية أنتجت بالتدخل الجيني في الطبيعة. يستعرض فوائدها في زيادة الإنتاج وتحسين القيمة الغذائية. لكنه يشدد على المخاوف المتزايدة بشأن سلامتها على صحة الإنسان (مثل الحساسية والآثار غير المعروفة على المدى الطويل) وتأثيرها على البيئة (مثل نقل الجينات وتراجع التنوع البيولوجي). ويناقش الجدل حول تصنيفها ووضع القوانين المنظمة لها، وضرورة وضع بطاقة بيان واضحة للمستهلكين.
الاستنساخ: يوضح مفهوم الاستنساخ ويفرق بين الاستنساخ العلاجي (الذي يهدف لإنتاج الأنسجة والأعضاء لعلاج الأمراض) والاستنساخ التكاثري (لإنتاج كائن حي كامل مطابق وراثيًا). يعرض الإيجابيات المتوقعة، مثل علاج الأمراض وزرع الأعضاء وإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض. ويقدم السلبيات والتحديات، مثل ارتفاع معدلات الفشل، والتشوهات الجينية، وفقدان الصفات الفردية، والجدل الأخلاقي والديني حول المساس بالخلق البشري. ويختتم بالموقف الديني والأخلاقي الذي يحرم الاستنساخ البشري التكاثري للحفاظ على كرامة الإنسان وعدم العبث بالخلق والنسب، مع إمكانية جواز الاستنساخ العلاجي بشروط وضوابط صارمة.

يخلص الكتاب إلى أن الهندسة الوراثية تمثل قوة علمية هائلة، مع ضرورة إعطاء الأولوية للقيم الأخلاقية والرقابة الصارمة لضمان استخدامها المسؤول بما يعود بالنفع على البشرية دون المساس بكرامتها أو أخلاقياتها.

الهندسة الوراثية بين الخوف والرجاء