مصير المنطقة العربية بعد الضربة الإسرائيلية على قطر، وعودة النفوذ الروسي الى سوريا، الى جانب التوجه الأميركي نحو إدراج "إخوان" السودان على لائحة الإرهاب بسبب تعطيلها لمسار السلام في البلاد، كما مسألة التسلح النووي هي مواضيع تناولتها الصحف والمواقع العربية اليوم 16 أيلول/ سبتمبر 2025 .
يقول هاني المصري إن الهجوم الإسرائيلي على قيادة حركة حماس في الدوحة يمثل تصعيدًا خطيرًا، إذ استهدف دولة وسيطة وحليفة للولايات المتحدة، متحديًا مصالح واشنطن مما يضع المفاوضات في أزمة.
يرى الكاتب أن سياسة حكومة نتنياهو الحالية تتجاوز الاعتماد على القوة التقليدية ضد الأعداء، لتشمل حتى الدول الوسيطة والحليفة، مع التركيز على السيطرة العسكرية والضم وتهجير الفلسطينيين، كما إرساء نموذج "الدولة الدينية" وتوسيع نفوذ إسرائيل الإقليمي.
المصري يقول إن هذا الاستهداف يُغلق باب التفاوض ويفتح الباب أمام الضغوط الدولية والمقاطعة كما المسائلة القانونية، لافتا الى أن المنطقة اليوم أمام خيارين: اعتماد القوة وإدامة الهيمنة الإسرائيلية، أو اتباع المقاربة السياسية القائمة على القانون الدولي وحل الدولتين وتحالف دولي لحماية حقوق الفلسطينيين.
التنفيذ الفعلي يتطلب إرادة عربية حقيقية، تشمل قطع العلاقات، وتفعيل المقاطعة، كما الضغط على واشنطن، وتفعيل أدوات الأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين الى جانب ضمان الأمن والاستقرار الإقليمي بحسب الكاتب.
كتب بكر صدقي في القدس العربي أن حجم الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخراً بدا لافتاً للنظر وكأن الأمر يتعلق بدولتين حليفتين.
الكاتب يرى أن زيارة وفد روسي كبير إلى سوريا تعكس رغبة دمشق في تعزيز علاقاتها مع موسكو لموازنة الضغوط الغربية، خصوصًا الأمريكية، وتأمين حماية ضد الهجمات الإسرائيلية خصوصا أن روسيا تُستخدم كوسيط محتمل لدى تل أبيب.
تركيا تشجع من جانبها هذا التقارب لتحقيق توازن مع النفوذ الأمريكي ومنع توسع إسرائيل المباشر. أما على صعيد الدول الغربية، يقول الكاتب بينما تعارض أوروبا النفوذ الروسي، تبدو واشنطن متقبلة نسبياً التقارب مع موسكو، مع إبقاء حضور رمزي للقوة الأمريكية كما في زيارة قائد سنتكوم.
في ظل حجم التدخلات الخارجية يستبعد الكاتب دور السوريين أنفسهم في صنع القرار، إذ يرى أن السلطة تُركّز على موازنة مصالح القوى الخارجية عوضا عن تلبية احتياجات الداخل.
يتناول المقال جهود الولايات المتحدة لمواجهة تأثير جماعة الإخوان المسلمين في السودان، في ظل استمرار العنف وتعطيل التسويات السياسية. أوساط سياسية سودانية ترى أن الجماعة تعيق التوصل إلى هدنة ومفاوضات سلام، ما دفع الرباعية الدولية إلى الإشارة إلى ضرورة استبعاد الجماعات المرتبطة بالإخوان.
بالتزامن، فرضت واشنطن عقوبات على كتيبة "البراء بن مالك" ووزير المالية جبريل إبراهيم لتورطهما في النزاع وصلاتهما بإيران، مع إبقاء خيار إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب مطروحًا. في هذا السياق يقول الكاتب إن الدوائر الأميركية باتت مقتنعة بضرورة تشديد الضغوط على جماعة الإخوان لكونها الطرف الرئيسي المعرقل للسلام في السودان.
يقارن فيبين نارانغ الباحث في الأمن النووي وعلم السياسة بين إيران وكوريا الشمالية في مسار السلاح النووي. يرى نارانغ أن إيران تأخرت في تطوير برنامجها النووي، بينما نجحت كوريا الشمالية في التقدم بسرعة وثبات نحو صنع قنبلة نووية، مستخدمة الدبلوماسية الاختبارية والمماطلة لتخفيف الضغوط الدولية. والنتيجة هي أن كيم جونغ أون تمكن من بناء ترسانة نووية قوية بسرعة وباعتماد على شركاء مثل الصين وروسيا، فيما تحاول إيران إعادة ترتيب نظامها.
ويخلص الكاتب الى أن التناقضات بين النموذجين ربما تعزز الميل لدى دول ترغب في السلاح النووي لاتباع نموذج بيونغ يانغ.
فالدرس المستفاد بالنسبة للدول الساعية للسلاح النووي هو أن تعتمد أولا على قوتها الذاتية ولا تؤخر صنع القنبلة، وألا تثق تمامًا بالمسار الدبلوماسي.