يقدم كتاب "أدباء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث" للكاتب بطرس البستاني دراسة شاملة عن الأدب العربي في الأندلس وعصره المزدهر، مع التركيز على فترة الانبعاث. يتناول الكتاب عدة محاور رئيسية:

لمحة تاريخية: يقدم الكتاب سرداً تاريخياً مفصلاً للفترات التي مرت بها الأندلس، بدءاً من الفتح الإسلامي بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، مروراً بعصر الدولة الأموية في الأندلس التي تأسست على يد عبد الرحمن الداخل. كما يغطي فترة ملوك الطوائف التي جاءت بعد ضعف الأمويين، وما تلاها من تدخلات المرابطين والموحدين. وينتهي العرض التاريخي بذكر دولة بني الأحمر (مملكة غرناطة) وسقوطها.
الشعراء الأندلسيون وميزة الشعر: يخصص الكتاب جزءاً كبيراً لدراسة الشعر الأندلسي وخصائصه. يبرز الكتاب أن شعراء الأندلس تأثروا بالشعر المشرقي ولكنهم طوروا أسلوبهم الخاص، مميزين أنفسهم بالوصف الدقيق للطبيعة والمدن. يتناول أنواع الشعر المختلفة مثل:
- المديح: وفيه برع العديد من الشعراء.
- الرثاء: الذي يعبر عن الحزن على فقدان الممالك والشخصيات.
- الهجاء: رغم قلة انتشاره، إلا أنه كان موجوداً.
- الحماسة والفخر: يصف بطولات الشعراء وفروسيتهم.
- الحِكَم والزهد والتصوف: تناول الشعر الأندلسي أيضاً مواضيع الحكمة والبعد عن الدنيا والتصوف.
- الوصف: خاصة وصف الطبيعة والمدن والحيوانات.
- الغزل والخَمرِيات والصيد: وهي أغراض شعرية شاعت في الأندلس.
- ويفرد الكتاب دراسة مفصلة لثلاثة شعراء رئيسيين: ابن هانئ الأندلسي، وابن زيدون، والمعتمد بن عباد.
الموشحات الأندلسية: يشرح الكتاب الموشحات كنوع شعري جديد ظهر في الأندلس، ويبرز خصائصها الفنية وأصولها، ودورها في تطور الأدب.
الكتاب الأندلسيون (النثر): يناقش الكتاب النثر الأندلسي ومميزاته، موضحاً تأثره بالنثر المشرقي وتطوره في الأندلس.
العلوم الأندلسية: يذكر الكتاب أيضاً أبرز العلوم التي ازدهرت في الأندلس، مثل علوم اللغة (النحو والصرف)، والعلوم الدخيلة (الطب، الرياضيات، الفلسفة والمنطق).

يهدف الكتاب إلى تقديم فهم عميق وشامل للحركة الأدبية والفكرية في الأندلس، مع التركيز على الإبداع والتحليل بدلاً من مجرد السرد.

أدباء العرب في الاندلس وعصر الانبعاث