يتميز العراق بعادات وتقاليد تراثية في إحياء شهر رمضان بخصوصية مستمدة من تأريخه العريق وإرثه الحضاري المتوارث عبر الأجيال. شخصية المسحراتي الفلكلورية التي إعتاد عليها العراقيون والذي يحمل آلة الطبل ويجول بها خلال وقت السحور كانت حاضرةً في أحياء مدينة الموصل القديمة من خلال الشاب الموصلي غفران ثامر.
المسحراتي غفران ثامر: أنا الوحيد أعمل كدور المسحراتي منذ سبع سنوات الذين عملوا في هذه المهنة من قبلي توفوا، بعض الناس ينزعجون من هذا الصوت لكن هنالك أخرين يحبون هذا التراث القديم وبالنسبة لعملي مجاني وتطوعي بدون مقابل.
صوت الطبل والكلمات التي يرددها المسحراتي في الأحياء القديمة اخترقت جدران بيوتها التي تحاكي حقباً زمنيةً طالما كانت مفعمةً بالموروث الشعبي لدى العديد من الموصليين الذين استعادوا ذكريات الماضي.
المواطن محمد يحيى: كان لشهر رمضان نكهة خاصة بالأخص المسحراتي حتى صوت الطبل يعطيك لحنا جميلا يذكرك بشهر رمضان وبالطفولة، خاصةً حينما نستمع له الآن، يعود بنا أربعين عاماً إلى الوراء.
التطور التكنولوجي الحاصل اجتذب العديد من الشباب الموصلي إليه، بالرغم من تمسك البعض بالعادات الاجتماعية والطقوس التراثية.
رشوان رأفت: إن دور المسحراتي أصبح من الماضي ومع التراث القديم نحن الآن في سنة 2024 مع عصر التكنولوجيا وأصبحت لدينا وسائل أحدث من الوسائل البدائية.
الإعلامي عمر الحسيني: نحن كموصليين نعول على أن تعاد هذه التراثيات وأن تبقى وتعيد نفسها مجدداً حتى في هذه الظروف وفي عصر التكنولوجيا، المسحراتي أعادنا إلى الذكريات الجميلة كما تحدثوا أباءنا وأجدادنا عن دور المسحراتي في زمن الحياة البسيطة.
الباحثة الاجتماعية يسرى الراوي أشارت إلى التغيير الجذري الذي أحدثته وسائل التواصل الحديثة والتي أثرت سلباً على العلاقات الإنسانية.
يسرى الراوي: تأثرت الطقوس والعادات الاجتماعية والمهن التراثية ومنها مهنة المسحراتي وتراجعت بشكل كبير جداً خلال السنوات الأخيرة أمام التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الحديثة التي جعلت كل شيء إفتراضي وأنهت التواصل الحقيقي بين أفراد المجتمع الواحد.