عناوين النشرة العلمية :
- المسبار Parker التقط نهاية العام الفائت صورا هي الأقرب من الشمس
- الذكاء الاصطناعي الصيني المفتوح المصدر "محفّز للتقدّم العالمي" بحسب وصف رئيس شركة Nvidia الأميركية
- ثلاثة أنواع من أشجار التين في كينيا تمتصّ ثاني أكسيد الكربون وتحولّه إلى حجارة جيرية تُحبس في التربة
في أقرب دنوّ له من الشمس في 24 كانون الأول/ديسمبر 2024، التقط المسبار "Parker" صورا لرياح شمسية بأدقّ تفاصيلها تظهر فيها الانفجارات البلازمية أي انبعاثات الكتل الإكليلية التي هي زخات ضخمة من الجسيمات المتأيّنة تؤدّي دورا في حدوث ظواهر الطقس الفضائي. كما أنّ هذه التوهّجات هي التي تسبّب الشفق القطبي المذهل الذي يستقطب السيّاح إلى البلدان الإسكندنافية لرؤية ألوانه الساحرة في فصل الشتاء.
الصور الشمسية التي كشفت عنها حديثا وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وكانت تنتظرها منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين تُعدّ ثروة ثمينة للفيزيائيين الفلكيين لأنّها اللقطات الأقرب المتوافرة للشمس بفضل مسبار Parker. وقد تساعد هذه الصور على أن يكوّن العلماء فكرة أكثر عمقا عن الطقس الفضائي بغية تحسين تقنيات حماية الأرض من تهديدات الرياح الشمسية التي لها عواقب وخيمة على شبكات الكهرباء، وتعطّل الاتصالات، وتلحق الضرر بالأقمار الصناعية.
سبق لمسابير فضائية أخرى أن درست الشمس، ولكن من مسافة أبعد بكثير من المسافة القياسية التي استطاع المسبار Parker أن يلتقط منها صورا للشمس أُخذت عن بعد قرابة 601 مليون كيلومتر من سطح الشمس.
يعود الفضل في التقاط تلك الصور التي جرى توليفها في مقطع فيديو قصير إلى جهاز التصوير واسع المجال والوحيد ضمن ذلك المسبار أي كاميرا WISPR.
تجدر الإشارة إلى أنّ مهمّة مسبار Parker كانت أطلقت في العام 2018 وسمّي المسبار على هذا المنوال كتحيّة إكراميّة لعالم الفيزياء الفلكية الأميركي Eugene Parker الذي شرح للمرّة الأولى في العام 1958 ظاهرة الرياح الشمسية، وهي تدفّقات متواصلة لجُسيمات منبعثة من الشمس.
معادوة التعاون الأميركي-الصيني في مجال صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطوّرة
الذكاء الاصطناعي الصيني المفتوح المصدر على غرار نموذج ديب سيك هو "محفّز للتقدّم العالمي" ويمنح كل الدول والقطاعات فرصة الانضمام إلى ثورة الذكاء الاصطناعي. ثورة تحدث تحولا في كل القطاعات، من البحث العلمي والرعاية الصحية إلى الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية. هذا الكلام ورد في كلمة ألقاها Jensen Huang الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا الأميركية العملاقة خلال افتتاح معرض تجاري صناعي في بكين. تأتي هذه الكلمة بعد أيّام على إعلان شركة Nvidia استئناف مبيعاتها لرقائق H20 المتطوّرة بعدما تعّهدت الولايات المتحدة رفع قيود الترخيص التي أدّت الى تعليق صادرات أشباه الموصلات بسبب الخشية الكبيرة من أن تستخدم الصين شرائح H20 في تطوير قدراتها العسكرية.
تعتبر شريحة H20 أقوى وحدة معالجة رسومية يمكن لشركة Nvidia بيعها حاليًا للصين. وعلى الرغم من أنّ الرقّاقة الإلكترونيّة H20 لا تُعدّ الأحدث من حيث الأداء، إلا أنها تحظى بإقبال واسع بسبب قوتها في تنفيذ مهام "الاستنتاج" وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الجاهزة.
في الصراع التكنولوجي الدائر بين الولايات المتحدة والصين، لن تشمل عودة تصدير رقائق H20 القديمة إلى الصين الأجيال الأحدث من شرائح شركة Nvidia التي تنتظر أن تحقّق مكاسب مالية من الصين تصل إلى 30 مليار دولار في السنة. خطوة الانفتاح على الصين جاءت بعدما أقنع رئيس شركة Nvidia رئيس الولايات المتحدة بأنّ بقاء رقائق H20 في السوق الصينية أفضل من إفساح المجال أمام تطوير بدائل منافسة من شركات صينية من قبيل شركة Huawei التي تنتج وحدات معالجة رسومات GPU متقدّمة.
هل أشجار التّين تستطيع أن تلهم العلماء في ابتكار حلول لتخزين الكربون في التربة ؟
في اكتشاف علمي واعد في مجال الزراعة المستدامة ومكافحة الاحتباس الحراري كان عُرض في مؤتمر Goldschmidt geochemistry في براغ ، أفصح البروفسور Mike C. Rowley من جامعة زيورخ عن أنّ ثلاثة أنواع من أشجار التّين في كينيا تمتصّ ثاني أكسيد الكربون من الجوّ، وتحوّله إلى بلّورات أكسالات الكالسيوم. ثم تأتي الميكروبات الموجودة في التربة لتحوّل هذه البلّورات إلى حجر جيريّ يشبه بتكوينه نفس المادة التي تبني بها الشّعاب المرجانية هياكلها الصلبة.
الحجر الجيريّ الناتج عن عمل أشجار التّين يبقى محبوسا في التربة لمئات السنين، بعكس الكربون المخزّن في الأوراق والأخشاب الذي يعود للغلاف الجوّي بسرعة عند تحلّل الشجرة. تقوم بهذه الظاهرة الفريدة ثلاثة أنواع من التّين تعيش في تربة بازلتية فقيرة في منطقة جافّة من كينيا هي Samburu.
أما أسماء الأنواع الثلاثة من أشجار التّين المكافحة للاحتباس الحراري والتي بمقدورها أن تمتصّ الكربون في مختلف البيئات المناخية فهي Ficus wakefieldii و Ficus natalensis و Ficus glumos.
تساعد هذه الأنواع من التّين على تحسين خصوبة التربة بالإضافة إلى تخزين الكربون. يعتقد العلماء أن هناك العشرات من أنواع الأشجار الأخرى التي تمتلك هذه القدرة لكنّها لم تكتشف بعد.
على أيّ حال، قد تشكّل أشجار التّين نقلة نوعية في استراتيجيات التشجير العالمي، خاصة في ظل السعي الحثيث لإيجاد حلول طبيعية فعّالة لامتصاص الكربون من الغلاف الجوّي.