عناوين النشرة العلمية:
- قطّة سوداء يملكها عالم فيروسات أميركي ساهمت للمرّة الثانية في اكتشاف فيروسات نادرة
- إنقاذ الشعاب المرجانية من الدمار قد يمرّ بحقنها بهرمون الثيروكسين
- انضمام موقعين ثقافيين في الكاميرون وملاوي إلى لائحة التراث العالمي والفاية في إمارة الشارقة أصبحت على اللائحة
ما هي قصّة القطّة التي ساهمت باكتشاف سلالة جديدة من فيروس ؟
قصّتها شبيهة بقصص الأفلام ذات السيناريوهات البعيدة عن التجارب المُعاشة، لكنّ القطّة السوداء Pepper سجّلت عن حقّ إنجازا واقعيا حين مكّنت مالكها عالم الفيروسات الأميركي John Lednicky في أن يكتشف بفضلها فيروسا نادرا للمرّة الثانية. ما حصل هو أنّ القطّة Pepper حين عادت من نزهتها الخارجية إلى منزلها في Gainesville بولاية فلوريدا، جلبت معها حيوانا نافقا يشبه الفئران وهو "الزبابة قصيرة الذيل Blarina peninsulae ".
مالك القطة John Lednicky الباحث في علم الأحياء الدقيقة في جامعة فلوريدا شعر بضرورة أن يفحص الحيوان النافق التي أتت به قطتّه إلى المنزل. تبيّن بعد تحليله لجثة ذلك الحيوان أنّه يحمل سلالة غير مكتشفة من فيروس (Orthoreovirus) . سمّيت السلالة الجديدة من هذا الفيروس وفق المكان التي وجدت فيه ليُطلق عليها Gainesville shrew mammalian orthoreovirus type 3 strain UF-1.
فيروس" Orthoreo"، هو جنس من الفيروسات المعروفة بإصابتها للطيور والثدييات بما في ذلك البشر، لكنه ما يزال يحمل الكثير من الأسرار العلمية بالاستناد إلى البحث الصادر عن هذا الفيروس ضمن مجلة Microbiology Resource Announcement.
رغم اكتشاف فيروسات Orthoreo أوّل مرة في الخمسينيات وصنّفت آنذاك على أنها "فيروسات يتيمة" لعدم ارتباطها بأمراض محددة، فإنّ علماء الفيروسات تعرّفوا لاحقا على قدرتها على التسبب في حالات خطيرة مثل التهاب الدماغ والسحايا والجهاز الهضمي، خاصة عند الأطفال. ومن هنا تكمن أهميّة مراقبة فيروسات Orthoreo عن كثب، بغية تطوير وسائل سريعة للكشف عنها وتجريب علاجات ناجعة ضدّها.
نظائر هرمون الغدّة الدرقيّة البشري قد تصلح في تطبيب المرجان المريض
في خبر يشكّل أملا كبيرا في مساعي إنقاذ الشعاب المرجانية من خطر اختفائها، إنّ علماء الأحياء في المركز العلمي في إمارة موناكو اكتشفوا أنّ هرمون thyroxine المعروف في تنظيم عمليات الأيض والنمو ونقل أيونات الكالسيوم في جسم الإنسان يساعد عندما يحقن في جسم لافقاريات المرجان في تسريع عملية تكلّس المرجان.
طالبة الدكتوراه والباحثة في المركز العلمي في موناكو Clémence Forin طوّرت طريقة لحقن خلايا المرجان بنظائر هرمون الغدة الدرقية البشري Thyroxine. وبعدما راقبت هذه الباحثة تفاعل هرمون thyroxine مع نوعين من المرجان الرخو والصلب اللذين يعيشان قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، اتّضح لها أنّ عملية تكلّس المرجان في المختبر تسارعت عقب تحفيز السلائل "البوليبات" التي استطاعت أن تبني قشرة كلسية صلبة حول نفسها بشكل أكثر نشاطا.
هذا البحث الذي كان قُدّم في Antwerp - بلجيكا في 9 يوليو الجاري خلال فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية علم الأحياء التجريبي، يأمل علماء الأحياء في المركز العلمي في إمارة موناكو بدراسة مستقبلا العمليات الخلوية المرتبطة بتأثير هرمون thyroxineعلى السلائل المرجانية، بهدف ابتكار طريقة لتسريع عملية تجدد الشعاب المرجانية، وتعزيز نمو مستعمرات المرجان الرخو والصلب في موائلها الطبيعية.
إذا كان علماء البيئة والأحياء من مختلف أنحاء العالم ينكبّون على ابتكار تقنيات تُسرّع عملية التجدد الطبيعي للشعاب المرجانية، فلأنّ العقود القليلة الماضية شهدت انخفاضا حادا في مستعمرات المرجان قبالة سواحل أستراليا، وفي البحر الكاريبي، والبحر الأحمر، وكذلك في مناطق أخرى من المحيطات، نتيجة لموجات الحر، وتفشي الأمراض، والنشاط البشري.
موقعان أثريان في أفريقيا انضمّا إلى لائحة اليونسكو للتراث العالمي، على غرار صحراء الفاية في إمارة الشارقة
لجنة التراث العالمي تجتمع في باريس حتى الأحد في دورتها السنوية الموسعة السابعة والأربعين وذلك للبتّ في طلبات نحو 30 موقعا يستحقّون الانضمام إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي. بما أنّ اليونسكو تعهّدت بوضع القارّة الأفريقية في أولوياتها لأنّها موطن لنحو ربع المواقع التي تواجه الخطر، قرّرت المنظمة إدراج موقعين ثقافيين في الكاميرون وملاوي على قائمتها للتراث العالمي.
في أقصى شمال الكاميرون، انضمّت منطقة Diy-Gid-Biy في جبال Mandara إلى لائحة المواقع الأثرية العالمية المحمية لأنّها تزخر بمعالم أثرية شيّدت على الأرجح بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر، وتحيط بها مدرجات زراعية وأماكن عبادة.
أما في جنوب ملاوي، فانضمّت إلى لائحة التراث العالمي سلسلة الجبال التي يهيمن عليها جبل Mulanje لأنّها مكان مقدس تسكنه الآلهة والأرواح والأجداد.
إلى ذلك، حظيت الفاية في إمارة الشارقة باعتراف لجنة التراث العالمي التي ضمّتها إلى قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لكون الفاية تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.
بخصوص طلبات أستراليا، انضمّت منطقة Murujuga الثقافية في شمال غرب أستراليا إلى لائحة التراث العالمي لأنها موطن لقرابة مليون نقش صخري أسترالي أصلي، وهي منحوتات يعود تاريخها إلى 50 ألف عام، ما يجعلها واحدة من أهم مواقع الفن الصخري في العالم.
ومن بين الترشيحات الثلاثين للمواقع التي ستُدرس هذه السنة، برز موقعان اثنان من دولتين إفريقيتين كانتا غائبتين سابقا عن قائمة التراث العالمي. الموقع الأوّل هو محمية أرخبيل Bijagos في غينيا بيساو. أمّا الموقع الثاني فهو غابات Gola Tiwai في سيراليون لأنّها تشكّل ملاذا للأنواع المهددة بالانقراض مثل الفيلة.
الطلبات الأخرى المقترحة التي تدرسها لجنة التراث العالمي ترتبط بمواقع عدّة تعود لعصور ما قبل التاريخ، مثل الميغاليث (الآثار الحجرية) في Carnac غرب فرنسا.