من أهم ما ركزت عليه الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 17تموز/يوليو: الوضع في السويداء، إضافة إلى الجدل في فرنسا حول الميزانية، وهدايا بوتين الغريبة إلى قادة العالم.
تعتبر الصحيفة أنه ومنذ سقوط نظام بشار الأسد تقدّم إسرائيل نفسها كحامية للدروز السوريين مستندة في ذلك إلى الضغط السياسي القوي من الدروز الإسرائيليين الذين يشغل كثير منهم مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي و تستدرك لاكروا ان هذا الدعم لا يعدو أن يكون ذريعة سياسية.
و بحسب لاكروا فإنه و على الرغم من الانتهاكات التي يتعرض لها الدروز من قبل قوات النظام السوري، إلا أن إسرائيل حذرتهم من عبور الحدود، وترى الصحيفة أن إسرائيل تهدف فعليا وراء هذه اللغة إلى إقامة منطقة عازلة حول هضبة الجولان المحتلة.
ونقلا عن الباحث والمتخصص في الجماعات المسلحة في سوريا سيدريك لابروس قالت لاكروا ان تل أبيب كررت مرارًا أنها لن تقبل بوجود معدات عسكرية ثقيلة في جنوب سوريا الذي تريد تحويله إلى منطقة منزوعة السلاح كما انها استهدفت مؤخرًا مدن قنيطرة ودرعا، الواقعتين خارج منطقة جبل الدروزما يؤكد أن دعمها لهم انتهازي وليس مبدئيًا.
و تخلص صحيفة لاكروا إلى أن إسرائيل تفضّل سوريا الضعيفة المنقسمة على سوريا قوية موحدة. فهي التي استخدمت طائرات مسيّرة لضرب القوات و المرافق السورية، بهدف عرقلة أي محاولة لاستعادة البلاد تماسكها بل تحرص على استمرار الفوضى في الجنوب لان ذلك يخدم مصالحها.
الصحيفة تسلط الضوء على شخصية جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كنموذج سياسي جديد ومعقّد في المشهد الأمريكي المحافظ في بورتريه رصده سيريل لويس مبعوث لوفيغارو إلى سان فرانسيسكو.
تشير الصحيفة إلى البيئة الفقيرة التي نشأ فيها، و كيف جمع بين جذوره المتواضعة في أوهايو ونخبوية تعليمه في جامعة ييل، وبين ماض إنجيلي وتحول كاثوليكي عميق، وبين إقامته في سان فرانسيسكو وانخراطه في دوائر السيليكون فالي.
تأثر فانس بحسب الصحيفة بأفكار مدونين متطرفين يدعون إلى تفكيك الدولة الديمقراطية الأمريكية وتحويلها إلى نظام حكم مركزي يُشبه الملكية، لكنه أيضًا يستلهم من مفكرين محافظين مثل باتريك دينين الداعين إلى نظام ما بعد ليبرالي يرتكز على القيم الدينية والأسرية.
تخلص صحيفة لوفيقارو إلى القول أن فانس يجسد نمطا جديدا من السياسيين الأميركيين يجمع بين الرجعية التقنية والمحافظة الأخلاقية بين الفكر الراديكالي والتجذر الديني، وبين النخبة الثقافية والخطاب الشعبوي نحو يمينية أكثر محافظة وربما خطورة و تتسائل في الأخير: هل سينجح في بناء تحالف سياسي بين النخبة والفئات المهمشة، بين الدين والتقنية؟
لوموند استعرضت في هذا المقال استراتيجية فلاديمير بوتين في الهدايا الدبلوماسية التي تقول الصحيفة إنها هدايا تمتزج بين الاستعراض والتملق، و غالبا ما تُستخدم كأداة قوة ناعمة تخدم مصالح روسيا السياسية والعسكرية.
و تشير لوموند إلى أن الهدايا تتنوع حسب طبيعة العلاقة التي تجمع الرئيس بوتين بقادة العالم، وتقدم أمثلة عن هذه الهدايا كاللوحة البطولية التي أهداها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تعرضه لمحاولة اغتيال تظهره بوجه دام لكنه مرفوع القبضة. و أيضا الهدية الأسلحة والملابس العسكرية التي أهداها للزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون إلى الحيوانات النادرة كهدية قدمها للرئيس الصيني شين جينبيغ في تعبير رمزي عن التحالف.
و تعتبر صحيفة لومند أن الهدف من ذلك هو تعزيز صورة روسيا ونفوذها بطريقة غير تقليدية، عبر رمزية الهدايا التي قد تكون ساحرة في ظاهرها لكنها محمّلة بدلالات سياسية قوية.
تسائل الكاتب بول كينيو في هذا المقال عن غياب العدالةبين الطبقة المتواضعة و الغنية في حزمة الإجراءات الهادفة الى تقليص ديون البلاد التي اعلن عنها رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو.
و اعتبر كينيو ان بايرو كان واضحًا ومحددًا في الإجراءات التي ستطال الطبقات المتواضعة و المحدودة الدخل لكنه ظل ًغامضا فيما يخص مساهمة الأغنياء بل وحتى الأثرياء جدًا متسائلا عن ضريبة التضامن على الدخل المرتفع؟ أو مراجعة الثغرات الضريبية؟
و أشار الكاتب إلى أن بايرو طالب بفتح نقاشات جديدة حول التأمين ضد البطالة لكنه لم يفرض أي عبء جديد على الشركات الكبرى.
و يرى أن هذا يجعل سياساته تبدو كأنها تخدم طرفًا على حساب آخر في تكرار لسياسة الكيل بمكيالين، مضيفا أنه ربما يكون هذا يندرج ضمن خطة تكتيكية متعمّدًة من بايرو، إذ يحتفظ بهامش تفاوض مع اليسار خاصة الاشتراكيين مع اقتراب الموسم السياسي الجديد.
ويعلق الكاتب أنه كان بالإمكان أن يظهر رئيس الوزراء عدالة أكبر من البداية ليبعث رسالة تفيد بأنه مهتم حقًا بتوزيع التضحيات بشكل منصف. لكنه لم يفعل مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه مجرد مناورة سياسية أم أنها تعكس خيارات أيديولوجية واضحة.