عهد جديد في تركيا: حزب العمال الكردستاني يبدأ عملية التخلي عن سلاحه والقتال ضد الدولة وأردوغان يعلن الانتصار على الإرهاب بعد واحد وأربعين عاماً من صراع الدولة مع الأكراد.
خلال أقل من أربعة شهور، خطت تركيا سريعا نحو إنهاء أحد أطول الصراعات في المنطقة.
ويوم الجمعة الماضي، أقدم 30 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمالي شرقي العراق على حرق أسلحتهم في احتفال رمزي دشن تخلي الحزب عن الكفاح المسلح لمصلحة عملية سياسية لا تزال معالمها قيد الإعداد.
ويوم السبت، حول الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعا استشاريا لحزب العدالة والتنمية إلى مناسبة انتصارية بالقضاء على ما سماها أفة الإرهاب التي قال إنها دخلت مرحلة الزوال، معلنا أن صفحة جديدة فتحت في تاريخ تركيا، وستكون لها انعكاسات على الأداء التركي في الإقليم.
وفيما طالب مقاتلو حزب العمال بالإفراج عن زعيمهم عبدالله أوجلان، وبأن تمنحهم الدولة ضمانات أمنية للعودة إلى تركيا، وأن تعترف بحقهم في دخول الحياة السياسية، قال أردوغان إن لجنة برلمانية ستشكل لوضع إطار عمل قانونيا لإتمام عملية التخلي عن السلاح، التي يتوقع أن تنتهي السنة المقبلة بتشكيل حزب سياسي جديد.
وكان حزب العمال الكردستاني بدأ عام 1984 صراعه مع الدولة التركية دفاعا عن حقوق الأكراد انطلاقا من ولايتي سيرت وهكاري في جنوب شرقي تركيا. وجاء في حصيلة سريعة أوردها الرئيس التركي أن عشرة ألاف من رجال الأمن و50 ألفا من المدنيين قتلوا، وقدر الخسائر الاقتصادية بتريليوني دولار.
ومن المرات النادرة، تحدث أردوغان عن الممارسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة، مستنتجا أن المكافحة غير القانونية وغير الشرعية للإرهاب لم تنهي الإرهاب، بل على العكس أججته وضخمته.
وإذ نوه بمبادرات قامت بها حكومته، فإن المعارضين ينسبون إليها ممارسات قاسية وغير قانونية، بينها سجن القيادات المنتخبة للأكراد وعمليات قمع ممنهجة في مناطقهم، فضلا عن تدجين حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيدة للأكراد الذي حكم على رئيسيه السابقين بالسجن لفترات طويلة. ثم أصبح الآن شريك الحكومة في العملية التي بدأت مع حزب العمال الكردستاني.
ومن الواضح أن تحالف الانتخابات المقبلة قد ارتسم بين الحزب الحاكم العدالة والتنمية والحركة القومية والحزب المؤيد للأكراد.