سوريا: هجمات لميليشيات عشائرية ضد مناطق درزية في السويداء والقوات الحكومية تحاول تحييد نفسها لفض الاشتباك بين الطرفين، وإسرائيل تتدخل لمنع قوات السلطة من دخول مناطق الدروز.
تجددت الأحداث الدامية في محافظة السويداء في سوريا خلال اليومين الأخيرين، على خلفية توترات كامنة تعذرت معالجتها منذ أحداث نيسان/ أبريل الماضي بين القوات الحكومية ومسلحين دروز، مع فارق أن وزارتي الدفاع والداخلية حرصتا هذه المرة على إعلان أن قواتهما ليست طرفا في اشتباكات الأحد والاثنين بين مجموعات عشائر البدو في ريف السويداء ومسلحين دروز من فصائل المحافظة.
بدأت الأحداث باعتراض العشائر تاجرا درزيا وسلب سيارته وأمواله، وتبع ذلك عمليات خطف متبادلة.
إلا أن أطرافا في المنطقة استطاعت التوسط للإفراج عن المختطفين مساء الأحد في مساع كان يفترض أن تؤدي إلى التهدئة.
لكن اقتحامات أبناء العشائر صباح أمس لبلدات في الريفين الغربي والجنوبي للسويداء أججت القتال واستخدمت فيها دبابات ومدافع هاون وطائرات مسيرة. لذلك أرسلت القوات الحكومية تعزيزات لفض الاشتباك بين الطرفين، فيما سجلت حركة نزوح كثيفة لمئات العائلات في اتجاه مدينة السويداء.
وكما حصل في نيسان/ أبريل، تكرر التدخل الإسرائيلي حين قصفت طائرات حربية دبابات في قرية سميع.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا تحذير واضح للنظام السوري لعدم استهداف الدروز وبالتالي لعدم دخول مناطقهم.
لكن في الأثناء دعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء، وحضت سلطات دمشق على التدخل.
غير أن حكمة الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، رفض دخول قوات الأمن العام للمحافظة، وطالب بتدخل دولي فوري لحماية المدنيين.
وعزا وزير الداخلية أنس خطاب التوترات المستمرة في السويداء وريفها إلى غياب مؤسسات الدولة خصوصا العسكرية والأمنية، معتبرا أن لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وقال المتحدث باسم الداخلية إنه لا بد من نزع كامل لسلاح المجموعات المنفلتة والخارجة عن القانون.
ومع أن السلطات السورية حيدت نفسها، إلا أن جهات عدة بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان أفادت بأن عناصر وزارتي الدفاع والداخلية كانت منخرطة في الاشتباكات إلى جانب ميليشيات عشائر البدو.