قد تعتقد أن السياسيين هم الأكثر مشاهدة في وقت تعيش اليمن فيه حروبًا وأزماتٍ. قد تظنّ أنّ خطابًا لذاك الزعيم الفلاني أو العلاني هو الفيديو الأهمّ بالنسبة لليمنيين والذي يحصل على "الأعلى مشاهدة"، ولكن هذا ليس صحيحًا. من يحصل على ملايين المشاهدات وينتشر اسمه مثل النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعية هو فتاة شابة صغيرة الحجم مليئة بالطاقة والحيوية و"خفة الدم" إنها الفنانة اليمنية هديل مانع.
هديل مانع فنانة يمنية في مقتبل عمرها، مثلت في عدة مسلسلات يمنية، مطلقة ولديها طفل. قد يبدو أن هديلًا مثلها مثل أي فنانة يمنية ولكنّها تختلف، فهي الفنانة الأكثر جدلًا والتي تتعرض لهجمات بشكل يومي من كل الأطراف، وفيديوهاتها هي الأكثر مشاهدة ليس بسبب الإعجاب بها فقط ولكن بسبب أن الكتابة عنها وشتمها أصبح طريقًا للحصول على مشاهدات عالية. ولا أحد يعرف لماذا هديل بالذات؟!
عندما نشاهد فيديوهات هديلٍ القديمة تبدو فتاة عادية جدًّا مثل أي فتاة يمنية وترتدي الحجاب. تحكي هديل في إحدى مقابلاتها بأنها لم تكن تفكّر أن تكون ممثلة، وأنها جربت الغناء وجربت العمل في التمريض، ولكنها وجدت نفسها في التمثيل. بدأت بنشر مقاطع لها في التيك توك، وهذا ما جعلها تصل لأحد المخرجين الذي كان يبحث عن وجه جديد موهوب. ربما في ذلك الوقت لم تكن هديل مستفزّة بالنسبة لليمنين. ولكن حياة هديل تغيّرت كثيرًا، فقرّرت أن تظهر بالشكل الذي تريده وتعيش الحياة التي اختارتها.
تحدّثت عن طلاقها في إحدى الفيديوهات ثمّ عرف المشاهدون أنها استقرّت في مصر، ثمّ خلعت الحجاب وهنا جنّ جنون اليمنيين. ورغم أن هناك فنانات يمنيات لا يرتدين الحجاب ولا يتعرّضن لأيّ هجوم إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لهديل. ربّما لأنها عُرفت كفنانة وهي ترتديه؟ ربّما لأنها لا تتورّع عن الحديث عن حياتها، ولا تهتمّ بأن تظهر كما هي فهي تمثّل الفتاة الشابّة الحرّة التي يرفض المجتمع تقبّلها خوفًا بأن تكون مثالًا تقلّده الفتيات.
ورغم أنّ أغلب ما ينشر عنها هو تنمّر وسباب، فإنّها لَم تنهر أو تتراجع أو تغضب وأقصى ما فعلته هو أنَّها في بداية هذا العام نشرت فيديو قالت فيه بأنّها كانت دائمًا صامتة، ولكنّها قرّرت أن تتحدّث وقالت لمن يراها بأنّها "مش كويسة" فهي تخطئ بحقّ نفسها، لا بحقّ الآخرين، ولم تعتدِ على أحد.
هديل بدأ نجمها يسطع أكثر خاصة عندما قام تامر حسني بنشر فيديو لها وهي تغني أغنيته الجديدة، وتحرّك رأسها ويديها مع الموسيقى بكلّ سعادة وشغف. الفيديو مثل كل فيديوهات هديل انتشر بشكل كبير مما جعل تامر يقوم بإعادة نشره على صفحاته في السوشل ميديا ووصف هديل بـ"الناس اللي زي العسل اللي تهيبر". كان نشر تامر حسني لهذا الفيديو سببًا بأن عُرفت هديل لدى شريحة أوسع، وتحدّث عنها مؤثّرون من مصر على تيك توك.
هديل هي صورة للمرأة الشابة الناجحة التي لديها طموحات كبيرة، والتي بدأت شهرتها بأنها مثّلت وهي تتحدّث باللهجة (الخُبَانِيَّة) في مسلسل يمنيّ محليّ. هي حديث الناس اليوميّ، ولكنها اليوم تركّز فقط على نجاحها، وتقول: "إن شاء الله تشوفوني عربيًا وعالميًا، وعندي أحلام وأهداف كثيرة لازم أحقّقها".