من بين أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 19 حزيران/يونيو 2025 ،تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران ،بين المواقف الأوروبية والدور الأمريكي ،إضافة إلى أهمية الموقع النووي في فوردو
لوباريزيان: لماذا لا يزال الموقع النووي في فوردو، المحصن تحت الأرض، "هدفاً بالغ التعقيد" بالنسبة لإسرائيل؟
يقول الكاتب إن هذا الموقع يحمل أهمية استراتيجية كبيرة، فهو ليس مجرد منشأة نووية عادية، بل يُعد أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها الطموح النووي الإيراني. ويأتي الاهتمام الدولي والإسرائيلي به نظراً لكونه محصناً داخل جبل، مما يجعله أقل عرضة للضربات الجوية التقليدية، ويزيد من تعقيد أي عملية عسكرية تهدف إلى تعطيله.
في نفس السياق اعتبرت لوفيغارو في إحدى مقالاتها أن فوردو هو الموقع النووي الذي أربك الحسابات الإسرائيلية، وأضافت أن موقع فوردو النووي، المحصن يقع في أحشاء جبل جنوب طهران يجسد حدود الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد القدرات النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ليبيراسيون: "الشرق الأوسط على صفيح ساخن: إسرائيل تصعّد، إيران تتحدى، وترامب يتحرك منفرداً"
أشارت الصحيفة إلى أن الحرب بين إسرائيل وإيران أحدثت زلزالاً سياسياً في الشرق الأوسط، فهذا التصعيد غير المسبوق أعاد خلط الأوراق، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضاً على صعيد التحالفات الدولية، وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تحرص على تنفيذ عملياتها العسكرية بوسائلها الذاتية، ما يسهل على الإدارة الأميركية تأمين دعم الكونغرس، الذي يرى في هذا النهج مبرراً لتقديم كميات ضخمة من الأسلحة دون الحاجة لإرسال جنود أميركيين إلى ساحات الحرب ،وبهذا الأسلوب، تحافظ إسرائيل على "الاستقلال التنفيذي" في حروبها، بينما تظل مرتبطة عضوياً بدعم استراتيجي حاسم من حليفتها الأميركية.
لوفيغارو: "من غزة إلى إيران: أوروبا تكتفي بدور المتفرج العاجز في الشرق الأوسط بسبب انقساماتها"
اعتبر كاتب المقال أن احتمال تورط الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في النزاع الإيراني يزيد من شعور العجز الذي يسيطر على أوروبا حول دورها في منطقة الشرق الأوسط. تماماً كما هو الحال في الحرب في غزة، حيث تبدو دول الاتحاد الأوروبي مشلولة بسبب انقساماتها الداخلية العميقة، وأضاف الكاتب أن مسألة تغيير النظام في طهران تزيد من حدة هذه الانقسامات، مما يعمّق خطوط التوتر داخل الاتحاد الأوروبي
رمزية هذا العجز الأوروبي تجلت هذا الأسبوع في ستراسبورغ، حيث عقد البرلمان الأوروبي جلسته العامة، وطالب النواب الأوروبيون بتنظيم نقاش طارئ حول إسرائيل، إيران، وغزة. لكن هذا النقاش تم في قاعة شبه فارغة، ليُجسد فعلياً ضعف الحضور الأوروبي السياسي في واحدة من أخطر أزمات الشرق الأوسط المعاصرة.
لوموند: الحرب الوقائية وتغيير النظام نادراً ما يكللان بالنجاح.
ترى الكاتبة أن الأوروبيين، الذين يعلنون تمسّكهم العميق بالقانون الدولي، يجدون صعوبة كبيرة في تجاوز التناقضات التي تفرضها عليهم الولايات المتحدة، في عالم باتت فيه القوة هي من يفرض قواعد اللعبة، مضيفة أنه في بيئة دولية تتراجع فيها شرعية المؤسسات وتعلو فيها لغة السلاح، تبدو أوروبا ممزقة بين مبادئها التقليدية وتحالفاتها الاستراتيجية، عاجزة عن صياغة موقف مستقل أو التأثير في مجريات الأحداث، من غزة إلى طهران.
واعتبرت الكاتبة أن تبرير هذه الضربة العسكرية الإسرائيلية بـ"حق الدفاع عن النفس"، كما ورد في تصريحات قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، يتعارض مع المفهوم المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. صحيح أن إيران تشكّل تهديداً لإسرائيل من خلال سعيها لامتلاك السلاح النووي، إلا أنها، حتى اللحظة، لم تنفّذ أي هجوم مباشر على الدولة العبرية
لوفيغارو: ترامب وحيد في مواجهة معضلة التدخل العسكري
يرى الكاتب أن التصريحات المختلفة والمتناقضة أحيانا التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدل على التذبذب في مواقف ترامب ، وتطرح تساؤلات حول ما إذا كان الخيار العسكري بات مطروحاً بجدية أم أنه مجرد ورقة ضغط في لعبة تفاوض مع طهران الغارقة أصلاً في أزمة مع الغرب.
واعتبر الكاتب أنه لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن تماهت مؤسسة الرئاسة إلى هذا الحد مع إرادة شخص واحد. دون أن يُلقي أي خطاب يشرح فيه موقف بلاده، لا للشعب الأميركي، ولا لحلفائها أو خصومها، بل يعتمد دونالد ترامب في تواصله فقط على رسائل متضاربة وغالباً غامضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو على تصريحات مرتجلة للصحفيين في باحات البيت الأبيض.