أليس من الغريب، بل والمؤسف حتى، أن نحتفي دوماً بمهارة لاعبينا الرجال، ونثني على أدائهم وكفاءتهم دون أن نلقي نظرة على لون شعرهم أو شكل ملابسهم؛ بينما تتحول لاعبات المنتخب الوطني لكرة القدم إلى مادة للسخرية والانتقاد الحاد، لمجرد نشر صور لهن حين وصولهن إلى معسكر التدريب؟
نتحدث هنا عن رياضيات محترفات، ارتدين قميص المغرب بفخر وأثبتن وجودهنّ على الساحة الدولية، وأحرزن إنجازات رفعت راية الوطن في أجواء المنافسات الكبرى. ومع ذلك، نعود ونناقش مظهرهنّ وشكلهن ولباسهن، بدل الحديث عن مستواهن في اللعب. كما لو أن جسد المرأة هو مشروعٌ جماعي يحق للجميع النقاش بخصوصه، مهما كان موقعه.
هل نسينا أن الرياضة تُقاس بالإنجاز والموهبة والتدريب، لا بالشكل الخارجي؟
إننا نواجه اليوم مشهداً لافتاً لازدواجية المعايير؛ فاللاعبون يتلقون الثناء أو حتى الانتقاد حول لعبهم لكرة القدم، ولا نصادف إلا نادرا تعليقات بخصوص مظهرهم. وفي هذه الحالات، غالبا ما يتم التعليق على الذوق في اختيارات الملابس. لكن اللاعبات يُمنعن من حرية اختيار زيهنّ أو تسريحة شعرهنّ، ويتم التهكم من شكلهن ومن معايير جمال يحددها معلقو الفايسبوك. بل ويطلب منهن أن يأخذن إذن المجتمع أو الأسرة لاختيار ملابسهن وخروجهن.
لقد آن الأوان لأن نرتقي بنظرتنا ونحترم حقوق هؤلاء البطلات. المرأة في الملعب ليست صورةً للعرض أو مادة للتندر، بل نموذجٌ للإصرار والتحدي. من حقنا جميعا نقد الأداء الرياضي. لكن، لا يمكن أبداً أن يكون هذا النقد مُبرراً لفرض وصاية على أجسادهن.
دعونا نعيد ترتيب أولوياتنا: نحتفي بالموهبة والإنجاز والتفاني، ونرفض كل كلام يربط قيمة الرياضية بمظهرها الخارجي وبشكلها ولباسها. احترامهنّ هو احترام لقيم العدالة والمساواة والكفاءة.
ومستقبلا، حين سنصبغ وجوهنا بألوان الفخر بمنجزاتهنّ، وحين سنغني النشيد الوطني قبل دخولهن الملعب في مباريات دولية، سيكون علينا أن نتعهد بأن لا نسمح بمزيد من التعليقات الميزوجينية لكي تطغى على إنجازاتهنّ الحقيقية.