هنالك أشخاص نشعر أننا التقينا بهم منذ ألف عام، من دون أن نعرف كيف، ولماذا.
أشخاص نحبهم منذ اللحظة الأولى بلا مجهود، ونحسّ أنهم من لحمنا ودمنا، رغم اننا لم نكبر معهم، ولا نتشارك الكثير من الذكريات والمحطات.نحبهم، رغم انه ليس هناك بالضرورة أسباب موضوعية او منطقية تدفعنا الى حبهم.نحبهم، رغم ان زمن معرفتنا بهم قصير، ولم يتح لعلاقتنا بهم ان تتوطد. كأننا نحمل حبنا لهم من حيوات سابقة.
هنالك أشخاص نحبهم لأننا نحبهم، وكفى. وهذا الحب اكثرُ نبلا ومجانية، وايضا اكثرُ توهجا وصدقا، من الحب الذي يحمل معه مبرراته وظروفا تدعم استمراريته.ترى هل هذا ما يسمونه الصعقةَ من النظرة الاولى؟
أعرف أن كلامي قد يبدو مغالياً في القدرية والرومنطيقية للبعض، أو حتى ربما مراهقا. لكني اعترف أني في الحب منحازة الى القدرية، وإلى الرومنطيقية، وإلى المراهقة.
لم يكن لديّ يوما مفهوم ثابت أو قاعدة معينة على هذا المستوى. صحيح أن الأشياء التي ترضيني وأبحث عنها تغيرت مع الوقت، كما تغيرت أولوياتي والعناصر التي تشعرني بأنوثتي، لكني ما زلت اشتهي أن استيقظ كل صباح فأبتسم لحبيبي في مرآة قلبي.
أمس قالت لي صديقة تعليقاً على موضوع الغرام: "لقد كبرنا على هذه الحركات". أجبتها: "لكم أنتِ مخطئة يا عزيزتي. ثمة من يربط الشغف بمرحلة الشباب حصرا، وهذا وهم، لا بل كذبة، لا بل ظلم كبير. الحب سيل هادر يزداد ايقاعه مع مرور الوقت. "
أجل. ثمة أشخاص نحبهم، من دون أن نعرف لماذا، أو كيف، أو الى أين. يا لحظنا أنهم موجودون في حياتنا.يا لحظي أنك حبيبي.