في عالمنا اليوم، أصبح نشر الصور أمرًا طبيعيا. أنت تنشر الصور، إذن أنت موجود... لكن فئة معينة من الصور تستفزني. يتعلق الأمر بمنشورات تجمع بين صورتين: الأولى لشخص مشهور في شبابه، والأخرى له أو لها، وهما في سن متقدمة.
لماذا نصر على مقارنة الغير بين ما هم اليوم، وما كانوا عليه في أزمان مضت؟ أين الغرابة في كوننا نتقدم في السن ونصبح أقلَّ إشراقا وأقل جمالا وأكثر تجاعيدا؟
هل نبحث عن صورة مثالية لا تتغير مع مرور الزمن؟ أم أننا نشعر بشماتة لتقدمهم في السن، وكأن ذلك يواسينا أمام صورهم المبهرة في شبابهم؟ أليس طبيعيا أن ذلك الرياضي أو تلك الممثلة لن يكونا في سن السبعين كما كانا في العشرين؟ تماما كما نحن وكما أمهاتنا وآباؤنا... من الطبيعي أن يتغير شكلنا مع مرور الوقت، وأن نفقد بعضا من إشراق شبابنا. فلماذا هذه الحاجة المستمرة لأن نظهر صورًا لمشاهير قد فقدوا بعض إشراقهم بسبب الزمن؟
التقدم في السن هو جزء طبيعي من الحياة. ومن المخجل أن نستعمله شماتة فيمن ظهرت عليهم علامات التقدم في السن. لماذا لا نقبل فعل الزمن والطبيعة في النجوم وفينا، فيمن نحبهم؟
مجتمعنا اليوم صار، أكثر من أي وقت سابق، يروج لمقاييس معينة للجمال وللشباب الدائم، حتى ونحن في السبعين. يعاقب من يعيشون سنهم بتفاصيله الحقيقة...
في النهاية، ألسنا فقط نحتاج لأن نقبل بأننا نمر بمراحل عمرية مختلفة لكل منها خصوصياتها، بما فيها التعب الذي يرافق التقدم في السن، والتجاعيد، والوهن، والكثير من الحكمة ربما. أن يكون الشخص نجما لا يعفيه من التقدم في السن...
ثم، حين ننشر هذه العينة من الصور، ألسنا ندفع الآخرين للانخراط في عمليات التجميل لإخفاء السن حتى لا يكونوا عرضة لتهكمنا؟
لنحرر أنفسنا من هذا الإصرار على مقارنة صور النجوم والمشاهير القديمة بصورهم الحالية، ولنقبل بحقيقة موضوعية مفادها أن كل مرحلة من مراحل العمر لها خصوصياتها وعلينا أن نقبلها.
على الأقل، هؤلاء المشاهير كانوا مبهرين في فترة من حياتهم... فماذا عن ذلك الذي ينشر صورهم ساخرا منها، على الأقل فيما يتعلق بجمال الروح؟