في برنامج حوار، تستضيف كابي لطيف، نقيب محرري الصحافة اللبنانية، جوزف القصيفي، للحديث عن مجلس النقابة وعن كل التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة بأكملها وعن سقوط نظام الأسد في سوريا.
التدخلات الإقليمية والدولية
أشار جوزف القصيفي إلى أن لبنان يعاني من تأثيرات شديدة نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية، التي أدت إلى تفاقم الطائفية وتعمق الانقسامات الداخلية. وأوضح أن كل طائفة في لبنان تشعر بأنها مستهدفة، مما يجعلها تتجه إلى القوى الخارجية للتكامل والدعم. هذه الديناميكيات شكلت بيئة خصبة للتدخلات الأجنبية ما أسهم في اندلاع الحرب بشكل عنيف، وألحق دمارًا هائلًا بالبلاد وأدى إلى تهجير مئات الآلاف من السكان ومقتل العديد من الأشخاص. كما لفت الضيف إلى أن الحرب في لبنان دمرت النموذج اللبناني الذي كان يُعتبر رمزًا للسلام والازدهار في المنطقة، حيث كان يُطلق عليه اسم "سويسرا الشرق".
الواقع الصعب للصحفيين في مناطق النزاع
خلال الحوار، أكد نقيب محرري الصحافة اللبنانية أن الصحفيين في مناطق الحرب لا يمتلكون سلاحًا للدفاع عن أنفسهم، بل يعتمدون على أساليب وقائية مثل ارتداء ملابس واقية واستخدام السيارات المناسبة والتقيد بالإرشادات الخاصة بالسلامة. وأوضح أنهم يحظون بحماية وفقًا لاتفاقيات دولية تحظر استهدافهم أثناء النزاعات المسلحة، باعتبارهم محايدين. لكن إسرائيل لم تحترم هذه الاتفاقيات، واستهدفت الصحفيين في أكثر من مناسبة، مما أسفر عن مقتل 200 صحفي في غزة و13 آخرين في لبنان.
هواجس بعد الزلزال السوري والتحديات
بخصوص الوضع في سوريا، أكد ضيف مونت كارلو أن الهواجس هي تساؤلات مشروعة لأن الذي أنهى حكم الأسد ليس انقلاباً عسكرياً كلاسيكياً بل عبر مجموعات مسلحة وحتماً مدعومة من قوى خارجية، مما أسهم في إسقاط النظام السوري. وقد استفادت هذه المجموعات من مناخ دولي وعربي عام لتقوم بما قامت به، لأنه لا يمكن أن تقوم ثورة بمثل هذه السرعة والامتداد والفعالية من دون أن تكون لها حاضنة خارجية. وأشار النقيب القصيفي الى أهمية وحدة سوريا وقدرة الجماعات التي تسلمت الحكم على الاثبات أنها لكل السوريين وأنها تحترم قواعد التنوع والتعددية في سوريا وأن لا تلجا الى الأساليب التي لجاء اليها النظام السابق. وهذا هو التحدي اليوم أمام المجموعة التي تهيئ لحكم جديد وأن تثبت أنها لكل السوريين وأن تعمل على تبديد المخاوف.