logo
episode-header-image
Oct 2024
24m 1s

مقال لا تتهرب من الحرج | ألكسندرا بلاكيا...

Podcast Record
About this episode

مقال لا تتهرب من الحرج

ألكسندرا بلاكياس

لا يعدّ الحرج فشلًا شخصيًا محرجًا بقدر ما هو تعبير عن اختلال جماعي في التفاعل الاجتماعي، ومن خلاله يمكننا إعادة صياغة النصوص الاجتماعية التي تحكم علاقاتنا

يدرك الرجل أنه من الواجب عليه أن يرفع صوته مستنكرًا ما يبديه زملاؤه في العمل من سلوك متحيز ضد النساء، لكن صداقة هؤلاء الزملاء ورغبته في الحفاظ على أجواء الود تمنعه من المواجهة، خشية أن ينشأ موقف محرج بينه وبينهم. أما الأستاذة الجامعية، التي ازدادت رسوخًا وثباتًا بعد سنوات من التدريس، فإنها تشعر بالانزعاج من تعليقات زميلها التي تتسم بالغزل، لكنها تفضل عدم التعبير عن استيائها خوفًا من إحراج قد يتسبب في توتر الأجواء. وفي موقف آخر، يلتقي أحدهم بزميل فقد شخصًا عزيزًا عليه مؤخرًا، لكنه يجد نفسه عاجزًا عن التعبير عن مواساته، لا لشيء إلا لعدم معرفته بما يجب قوله في مثل هذه المواقف، فيلجأ للصمت، متجنبًا أي حديث حول الموضوع.

إن الحرج ، الذي نواجهه يوميًا، بات جزءًا من الفكاهة المعاصرة، يستخدمه الناس كوسيلة لتخفيف التوتر الاجتماعي. فكلمة "مُحرج!" التي نسمعها أحيانًا تُطلق لتلطيف الأجواء بطريقة مرحة. ولكن الحقيقة أن الحرج ليس مجرد مزحة، فهو في أحيان كثيرة جاد، يكبل قدرتنا على التصرف، حتى ونحن ندرك أن علينا الفعل، ويمنعنا من الخوض في نقاشات مهمة حول مواضيع مثل الحيض، أو المال، أو الموت. إنه عائق اجتماعي قوي، يجعلنا نصمت ونتبع الأعراف الاجتماعية، حتى وإن كانت خاطئة أخلاقيًا.

فماذا يكون الحرج إذن؟ هل هو مجرد ظاهرة يومية مضحكة يجب علينا أن نقبلها ونتعايش معها؟ أم هو عائق اجتماعي خطير يقف حائلًا أمام القرارات الأخلاقية والتغيير الاجتماعي؟ أم لعله يجمع بين الاثنين بطريقة غريبة، يجسد فيها جانبًا فكاهيًا وآخرًا جادًا في آن واحد؟

كثيرًا ما يُنظر إلى الحرج كمشكلة شخصية. وقد أدهشني، أثناء تأليف كتابي عن الحرج، عدد الأشخاص الذين يرون أنفسهم كـ "حرجين" واعتبارهم هذا الوصف جزءًا من هويتهم. لقد غذّت الأفلام والثقافة الشعبية هذا المفهوم، حيث تصور الشخصيات المُحرجة على أنها تلك التي تعجز عن التوافق مع المعايير الاجتماعية. هذه الرؤية الفردية تجعلنا نعتقد أن الحل الأمثل لتجنب الحرج هو الصمت والامتثال.

لكن هذه النظرة لا تعبر إلا عن جزء من الحقيقة، ومن المؤكد أنه يخطئ في فهم طبيعة الحرجفي جوانبها الأساسية. نعم، إن الحرج ينبع من عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية السائدة، ولكن هذا الخلل ليس مشكلة فردية. ولذلك ينبغي ألا نفكر في الأشخاص الذين يوصفون بأنهم "حرجون"، بل الأجدر أن نركز على المواقف التي تثير الحرج. قد يكون الإحراج مؤلمًا، وقد يبعث على الشعور بعدم الراحة، لكنه لا يجب أن يعتبر أمرًا مخجلًا، ولا ينبغي لنا أن نشعر بالخزي منه. بعكس ما يظنه كثيرون، لحظات الحرج ليست وصمة عار. بل علينا، بدلًا من أن نتجنبها، أن نفكر فيها ونمعن النظر في تفاصيلها. لأن إدراكنا للطبيعة الحقيقية للحرج يفتح أمامنا مجالًا لفهمه بصورة أدق، ويتيح لنا أن نراه لا كفشل فردي، بل كفرصة للتغيير الاجتماعي. بعبارة أخرى، علينا أن نتعامل مع الحرجبقدر أكبر من الجدية، دون أن نجعله عبئًا شخصيًا.

تحديد ماهية الحرج ليس بالأمر السهل. فمعظمنا يعرف الإحراج عندما نراه أو نختبره، لكنه يصعب تعريفه بدقة. يرجع ذلك، جزئيًا، إلى أن الدراسات التجريبية تميل إلى التعامل مع الحرج (شعور بالارتباك في مواقف غير مريحة) على أنه نوع من الإحراج (هو شعور بالخجل بسبب موقف محرج أو خطأ اجتماعي) أو عرض من أعراضه، لكن هذا خطأ. فالحرج يحدث عندما يرتكب الفرد هفوة اجتماعية، وتظهر ملامح الاعتذار على وجهه أو في تصرفاته الجسدية. وبهذا المعنى، يُعد الحرج وسيلة للإصلاح الاجتماعي. غير أن الحرج يختلف تمامًا: فهو ليس أمرًا ينشأ من فعل فردي، ولا يمكن للفرد وحده تجاوزه؛ بل إنه تمزق اجتماعي في الأساس. الفشل في حالة الإحراج يكمن في عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية القائمة. أما الحرج، فإنه يحدث عندما نفتقد تلك "النصوص الإجتماعية" التي نحتكم إليها في تصرفاتنا. بعبارة أخرى، الإحراج يقع عندما نخرج عن النصوص المحددة، في حين أن الحرج يحدث عندما لا نجد نصًا اجتماعيًا يرشدنا في تصرفاتنا.

ما يشعر به الناس من الحرج في كثير من الأحيان، ليس إلا ظنًّا بأن هذا الحرج متصل بشخصيتهم وحدهم، إنما هو وهم. والحقيقة أن الحرج ليس فعلًا فرديًا، بل هو نتاج جماعي، أو بالأحرى فشل جماعي. كما يصفه "آدم كوتسكو"، فإن الحرج يمثل نوعًا من "الإدراك من خلال الانهيار"، حيث يظهر حينما يجد الأفراد أنفسهم فجأة في موقفٍ لا نص اجتماعي له، فلا يجدون دليلًا يرشدهم في تفاعلهم أو في حدثٍ ما. يشبه ذلك تمامًا الوقوف على خشبة المسرح بلا حوار مكتوب مسبقًا. من هنا، ندرك أن هذه "الكوميديا التراجيدية" للحياة لا تجعلنا مجرد ممثلين، بل نحن كُتّاب هذا النص أيضًا.

يرى عالم الاجتماع "إرفينغ غوفمان" أن التفاعل الاجتماعي هو في جوهره أداء تمثيلي نلعب فيه أدوارًا متعددة. وعندما يفشل هذا الأداء، يشعر الفرد بالخجل والانكسار، أو كما وصفه "غوفمان"، يفقد "وجهه". ربما يكون الممثل قد حاول لعب دور لم يقبله الجمهور، كأن يحاول مغازلة أحدهم فلا يلقى قبولًا، أو يتقدم بطلب زواج فيُرفض. عادةً ما نؤدي دورًا واحدًا في كل موقف، حيث تكون أدوارنا وجمهورنا منفصلين، مما يحدّ من تداخل المواقف المحرجة، كالذي يحدث إذا صادفت رئيسك في العمل أثناء موعد غرامي، أو اضطررت للتحدث عن موضوع حساس مع والديك. لكن في بعض الأحيان، لا مفر من هذا التداخل، فتنتج عنه تلك اللحظات المحرجة التي نعرفها.

في إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني "حياتي المزعومة - My So-Called Life"، عبرت إحدى الشخصيات عن هذا الشعور قائلة: "ما أخشاه حقًا هو عندما يجتمع الأشخاص الذين يعرفونك بشخصيات مختلفة في مكان واحد، فتضطر حينها إلى ابتكار شخصية جديدة لك في الحال".

الأداء الاجتماعي هنا يختلف تمامًا عن الأداء المسرحي. في المسرح، يتبع الممثل نصًا مكتوبًا مسبقًا، بينما في حياتنا الاجتماعية اليومية، تكون النصوص الاجتماعية مرنة للغاية، تتغير بسرعة دون اتفاق مسبق أو تفكير عميق. فنحن نلعب أدوارًا مختلفة في يوم واحد، بل قد يتغير دورنا عدة مرات في فترة قصيرة. ولهذا، فإن تفاعلاتنا الاجتماعية أقرب ما تكون إلى الارتجال منها إلى الدراما المكتوبة. وكما هو الحال في فن الارتجال، فإن نجاح التفاعل الاجتماعي يعتمد على وجود شريك مستعد للمشاركة و يرغب في مواصلة المشهد.

إن الإشارات الاجتماعية التي نستخدمها للتعبير تتراوح بين الواضحة، مثل قواعد اللباس المحددة أو تعليمات "بدون هدايا" في دعوات الحفلات، وبين الإشارات الغامضة وغير المرئية. حتى الواضحة منها تحمل في طياتها تفاهمات ضمنية غير مُعلنة. فما الذي يشير إليه حقًا مصطلح "ربطة عنق سوداء" أو "ملابس كوكتيل احتفالية"؟ وهل الطلب بعدم إحضار الهدايا يؤخذ على محمل الجد أم هو مجرد مجاملة يتجاهلها الجميع؟ تلك تلك الفروق الطفيفة في نبرة الصوت، أو نظرة تدوم أطول من اللازم، أو مسافة زائدة في التفاعل – جميعها قد تغير من فهمنا للموقف. هل هذا موعد غرامي أم لقاء عمل؟ هل سيحتضنان، أم سيكتفيان بالمصافحة؟ وعندما تكون الإجابات مختلفة بين الشخصين، هنا ينشأ الحرج.

يظهر الحرج في لحظات الغموض، وهذا ما يفسر العلاقة بين الحرج والصمت. الصمت يمكن أن يعني أشياء كثيرة، مما يجعل من الصعب فهم الموقف بشكل مشترك. هل صمت الحاضرين يعني أن أحدًا لا يجد مشكلة في التعليق الجنسي الذي قيل للتو؟ أم أن الجميع يشعر بالانزعاج مثلي، لكنهم غير متأكدين من كيفية التصرف؟ أحيانًا يكون الصمت علامة على القبول، وأحيانًا أخرى يكون احتجاجًا غير معلن، لكنه يبقى صعب الفهم والتفسير، على عكس الاعتراض الصريح.

الحرج -في جوهره- هو نوع من الإرتباك الاجتماعي. نشعر بالراحة عندما نعرف موقعنا في التسلسل الاجتماعي، لكن ذلك لا يعني أن هذه التسلسلات الهرمية مريحة للجميع أو مفيدة دائمًا – بل على العكس تمامًا. فحتى مع الألم الناتج عن الرفض الاجتماعي أو فقدان المكانة، هناك نوع مختلف من عدم الراحة يترافق مع الشعور بالضياع الاجتماعي، وهذا هو الحرج بعينه. هذا الارتباك متأصل في أصل الكلمة، "awkward"مشتقة من الإنجليزية الوسطى "awk" التي تعني "خاطئ" أو "غير ملائم"، والمقطع "-ward" الذي يشير إلى الاتجاه، ليصبح المعنى "في الاتجاه الخاطئ". كما يحدث حين تتصادم مع شخص ما في الطريق ولا تعرف كيف تتجاوزه، فإن معرفة الاتجاه الصحيح يتطلب فهمًا لما يجري من حولك ولطبيعة المكان الذي أنت فيه.

إن فهم النصوص الاجتماعية شيء، ولكن استيعابها بالكامل شيء آخر. فإننا إذا تأملنا في المفهوم الإيطالي "sprezzatura -ضد الإعجاب" والمفهوم الفرنسي "nonchalance - لا مبالاة" والمفهوم الصيني "Wu wei - من دون"، وجدنا أن مختلف الحضارات قد أُعجبت بتلك القدرة الإنسانية على إظهار اللامبالاة فى المواقف الإجتماعية، رغم أن هذه اللامبالاة تتطلب جهدًا وصقلًا شديدين. وقد أشار الدبلوماسي الإيطالي بالداساري كاستيليوني في القرن السادس عشر إلى هذا المفهوم، واصفًا إياه بالقدرة على الظهور بمظهر اللامبالاة بلا جهد. غير أن التوصيفات المعاصرة التي تُعبر عن الأشخاص "المهتمين بشكل مفرط" أو "الذين يسعون للفت الأنظار"، توحي بأن المعرفة بالنصوص الاجتماعية وحدها ليست كافية، بل يتطلب الأمر أن يظهر التنفيذ وكأنه يجري بكل يسر وسهولة.

ومن هنا نفهم أن الحرج يعمل كأداة لتمييز من هم داخل الإطار الاجتماعي ومن هم خارجه. لذا، لا ينبغي وصف الآخرين بأنهم "مُحرجون" كصفة شخصية، فالحرج ليس سمة فردية، بل هو نتيجة للتفاعل بين الأفراد في إطار اجتماعي. فالحرج لا ينبعث من الشخص نفسه، بل ينشأ عن التفاعل بينه وبين الآخرين. قد يبدو هذا غريبًا للبعض، إذ يعتاد الناس وصف أنفسهم أو غيرهم بأنهم "مُحرجون"، وقد يبدو للبعض أن هناك من يواجه صعوبة أكبر في التعامل مع المواقف الاجتماعية. ولكن علينا أن نُدرك أن الحرج لا يعبر عن فشل شخصي؛ فحين نصف شخصًا بأنه "مُحرج" نكون قد أخفينا المعنى الحقيقي للتفاعل الاجتماعي المعقد.

لنأخذ مثالًا على ذلك، زميلي الذي سأدعوه "روب"، الذي أصفه بأنه "محرج في الحفلات". هذا الوصف يحمل لبسًا، فهل أعني أنه يشعر بالحرج في تلك المناسبات؟ أم أنه يجعلني أشعر بالحرج؟ أم كلا الأمرين معًا؟ هذا اللبس يفتح الباب لسوء الفهم، وربما حتى للنبذ الاجتماعي. فحين أشعر بالإحراج من وجود روب،  أحمّله المسؤولية بدلًا من إدراك أن إحساسي هذا نابع من موقفي الشخصي. على سبيل المثال، إذا كان روب يستخدم كرسيًا متحركًا، وكنت قليل الخبرة في التعامل مع من يستخدمون هذه الوسيلة، فقد أشعر ببعض بالإرتباك حول كيفية التفاعل معه، ربما أخشى قول "الشيء الخطأ" أو لا أدري ما إذا كان من الأفضل أن أقف أو أجلس أثناء الحديث معه. استخدام مصطلح "محرج" قد ينقل مسؤولية عدم راحتي إلى روب، وهو أمر غير منصف، ويجعلني أقل استعدادًا لتعلم كيفية تحسين جهلى بالتعامل فى هذه المواقف. فما الترتيبات التي تجعل روب أكثر راحة؟ وبما أنني صنفت روب (في ذهني على الأقل، إن لم يكن للآخرين) على أنه "محُرج"، فقد أكون أقل استعدادًا للتفاعل معه في المستقبل. وكما كتبت الباحثة النسوية سارا أحمد في كتابها وعد السعادة (2010): "إن خلق الحرج يعني أن يتم قراءة الشخص على أنه مُحرج. وللحفاظ على راحة الجمهور العام، يجب أن 'تسير بعض الأجساد في طريقتها المعتادة".

من هذا المنطلق، يمكن أن نبدأ في رؤية كيف يصبح الحرج أداة للنبذ الاجتماعي، وكيف يمكن أن يُستخدم كوسيلة للضغط على الأفراد، كما أشارت ميغان جاربر في مقالها في مجلة "ذا أتلانتك". إن الحرج الذي يُلقى على الشخص يُعرّضه لخطر الإقصاء الاجتماعي، لأنه لأنه يهدد الاستقرار القائم. عندما يظهر شخص يعكس تناقضًا مع المعايير الاجتماعية السائدة، يتحول حضوره إلى مصدر للإحراج، وتلقى عليه اللائمة، بدلًا من مواجهة هذا التناقض بين الطقوس الاجتماعية والقيم المتعارف عليها. فالمرأة التي تُشارك في بيئة يغلب عليها الذكور الذين يسردون النكات الفاحشة في الاجتماعات قد تُصبح محورًا للإحراج، ليس لأن سلوكها خطأ، بل لأن وجودها يفضح عدم الاتساق بين الممارسات والقواعد المهنية.

وبهذا يمكننا فهم كيف يمكن أن يُستخدم الحرج كسلاح، بل وحتى كأداة تهديد. وهذا ما ذهبت إليه الكاتبة ميغان جاربر في مقال لها نُشر في مجلة "ذا أتلانتك". ولعل السبب في ذلك أن الحرج يُعدّ شعورًا غير مرغوب فيه بطبيعته، مما يجعل أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مصدره عرضةً للنبذ والإقصاء. فالأعراف الاجتماعية والتقاليد ليست بالشيء الذي يتغير بسهولة، واعتماد طقوس جديدة قد يكلف المجتمع الكثير. وحين يظهر شخص يفضح خللًا أو نقصًا في تلك الطقوس، فإنه سرعان ما يُعتبر تهديدًا للوضع القائم.

وخذ مثالًا على ذلك، عندما يجتمع الرجال في قسم معين ويصطحبون زبائنهم إلى نادٍ للتعري بعد العشاء، أو حين يطلقون النكات الفاحشة أثناء الاجتماعات، فإن وجود زميلاتهم النساء قد يخلق جوًا من الإحراج. إذ يُجبر هؤلاء الرجال على مواجهة التناقض بين ممارساتهم وبين القواعد المهنية التي يُفترض أن تُحترم. في مثل هذه الحالة، يمكنهم تغيير موقفهم، تعديل سلوكهم، والاعتراف بأن الحرج الذي يشعرون به هو نتيجة لتصرفاتهم. لكن كثيرًا ما نجد أن اللوم يُلقى على وجود النساء ذاته. فبدلًا من أن يُقر الرجال بأن النكات الفاحشة لم تكن ملائمة أبدًا، فإنهم يقولون: "لقد أصبح الوضع محرجًا لأن النساء هنا". ويُحملون المرأة وزر هذا الإحراج، وكأن وجودها هو الذي تسبب فيه. وكأن وجود المرأة هو السبب في هذا الحرج، بينما في الواقع كان الحرج موجودًا منذ البداية، وكان الجميع يحاول التكيف مع ما توقعه الآخرون.

فهم هذا السياق لا يعني بالضرورة أن الحرج سيصبح أقل إزعاجًا عندما نواجهه. لكن الأمر يتطلب منا أن ننتبه أكثر إلى زمانه ومكانه، وأن نكون على استعداد لمواجهته بوعي وشجاعة. فهناك افتراض ضمني في معظم التفاعلات الاجتماعيةبأن الجميع يعرف كيفية التنقل داخلها مسبقًا. بل إننا نجد أنفسنا نتجنب الاعتراف بجهلنا الاجتماعي، ونشعر بالحرج من أولئك الذين يعترفون بجهلهم، كأنما انتهكوا بذلك قانونًا غير مكتوب. لكن هل حقًا ينبغي أن يكون الجهل الاجتماعي أمرًا مخجلًا؟ لماذا يُعتبر معرفة أي لقب نطلقه، أو أي شوكة نأخذها على المائدة، أمرًا يثير الحرج، بينما لا يُنظر إلى الجهل بمكان الحمام أو موعد فتح المقهى بنفس الطريقة؟ التردد في طلب توضيح القواعد الاجتماعية يُخفي وراءه اعتقادًا بأن التفاعل الاجتماعي يجب أن يكون تلقائيًا وسلسًا. والحرج هو الذي يُسلط الضوء على مدى حقيقة أن معظم تفاعلاتنا مكتوبة مسبقًا. ولذلك نجد أن الناس، وخاصة أولئك المحظوظين بيننا، يفضلون عدم التذكير بهذه الحقيقة.

نتعامل مع البنية التحتية المادية في حياتنا اليومية دون أن نوليها كثيرًا من التفكير. وهذابحد ذاته نوع من الامتياز. فعندما أدخل قاعة المحاضرات، أمد يدي نحو مفتاح الضوء، وأتوقع أن يكون في متناول يدي كما هو الحال في كل غرفة أخرى أدخلها. لكن ماذا لو كان الحبل الذي يُسحب منه ستار الشاشة مرتفعاً جدًا بالنسبة لي، بحيث أضطر للوقوف على كرسي لأصل إليه؟ في تلك اللحظة، سيبدأ شعور الحرج بالتسلل إلى نفسي، وربما أثار ذلك غضبي من تصميم القاعة نفسها. وقد أتساءل حينها: لمن صُممت هذه القاعة؟ إن القواعد الاجتماعية شبيهة بهذه التفاصيل المادية؛ فهي غالبًا ما تكون غير مرئية بالنسبة لنا إلا عندما تخذلنا. بالطبع، هذا ليس الحال بالنسبة للجميع. فبالنسبة للكثيرين، فإن الحياة اليومية تتطلب منهم التفكير المستمر في أماكن مفاتيح الضوء، ومقابض الأبواب، وما شابه ذلك. وبالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي، أو الذين يعيشون في بيئات غير مألوفة لهم، يبدو العالم مليئًا بالقاعات التي بُنيت على نحو لا يلائم احتياجاتهم. مما يجعل العالم يبدو وكأنه مُصّمم لأشخاص آخرين.

الخبر السار، أيها القارئ الكريم، أن هذه الموارد الاجتماعية يمكن أن تصبح أكثر توافرًا ويسرًا للجميع إذا أُوليَت العناية والجهد اللازمان. فالحرج الذي نشعر به أحيانًا، ليس إلا إشارة إلى تلك الزوايا التي تحتاج إلى إصلاح أو ترميم. وإن إدراك الأبعاد الاجتماعية فى هذه الحالة يسهم في إعادة تعريفها. فما كان يُعتبر فشلًا شخصيًا أو مصدرًا للعار والحرج الفردي، يمكن الآن أن نفهمه على أنه نتيجة حتمية لقصور أو نقص جماعي، وليست معضلة فردية على الإطلاق.

لكن هنا مكمن الخطر، حين ننظر إلى من لا يتناسب مع محيطه الاجتماعي كسبب مباشر للحرج. وعندما نعتبر هذا الشعور نتيجة  عن فشل فردي في الإندماج والتكيف، يكون الرد الطبيعي: "تحسّن؛ اتبع المعايير؛ تعلّم كيفية التفاعل." لكن هل هذا ممكن دائمًا؟ وهل هو دائمًا مُرغوب؟ ففي بعض الأحيان، لا تخدم هذه المعايير الجميع، أو ربما لا تخدم أحدًا على الإطلاق. ولنا في مقابلات العمل الحديثة مثال حيّ؛ حيث تتجنب تلك المقابلات الدردشة الجانبية، متبعةً نصوصًا معدة مسبقًا حيث يُطرح على جميع المرشحين نفس الأسئلة دون تغيير. هذا النهج قد يُشعر المحاورين بالارتباك إذا كانوا معتادين على الأحاديث العفوية. لكنّ هذه العفوية نفسها قد تؤدي إلى إخلال بعدالة العملية، عندما تركز على مفهوم "التوافق"، مما يضعف فرص المرشحين الذين يختلفون عنهم.

لنأخذ مثالاً آخر: في بعض المجتمعات، قد يتردد المسؤول في سؤال أحد الموظفين عن صعوبات معينة في بيئة العمل، خوفًا من إحراجه أو إظهار جهل المسؤول بمتطلباته. لكن هذه الأسئلة قد تساهم في توفير الدعم المناسب وتحسين البيئة للجميع. وهكذا نرى أن الحرج ليس مجرد شعور شخصي، بل هو مؤشر على وجود ثغرات يجب معالجتها.

إذاً، اعتبار الإحراج مسألة شخصية أو مصدرًا للعار ليس مجرد خطأ فلسفي، بل هو خطأ عملي أيضًا، لأنه يمنعنا من استغلال فرصة لإصلاح البنية الاجتماعية. إذا نظر شخص ما إلى إحراجه نتيجة لقصوره الشخصي، فقد يعزو المشكلة إلى عدم كفاءته أو افتقاره للشجاعة، ويشعر بالسوء تجاه نفسه. لكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية السياقات الاجتماعية، فإن الصورة تختلف. إذ يمكن العمل مع الأصدقاء أو الزملاء لإيجاد طرق لجعل التفاعلات أكثر سلاسة وشمولية.

ومع ذلك، علينا أن ننتبه إلى من يقوم بهذا العمل الاجتماعي. فالحرج، بما يحمله من شعور بعدم الراحة الاجتماعية، لا يتوزع بالتساوي بين الناس. فالتوقعات الاجتماعية حول من يتحمل عبء جعل الآخرين يشعرون بالراحة، ومن يُلام حين يشعر الناس بعدم الإرتياح، تتداخل مع تلك النصوص المتعلقة بالنوع والمكانة الاجتماعية. النساء، على سبيل المثال،  يُطلب منهن غالبًا التعامل مع مشاعر الآخرين، ويُنتظر منهن أن ينسجمن مع الجميع ويتكيفن مع الظروف؛ وهذا ما يُعرف بـ"العمل العاطفي"، الذي يشمل أيضًا إصلاح التفاعلات الاجتماعية التي تصبح محرجة. فهناك امتياز في ألا تُضطر إلى القلق بشأن راحة الآخرين، فهذا الامتياز ليس متاحًا للجميع.

يبدو كل هذا مبالغًا فيه إذا اعتدنا على التفكير في الحرج كلحظة ضيق عابرة تحدث في المواعيد الغرامية السيئة أو كمجرد إزعاج بسيط في بيئة العمل. لكن الحقيقة أن بعضنا يمر بلحظات حرج أكثر من غيره، وبعض تلك اللحظات ثقيلة على النفس. فمن الضروري أن نملك نصوصًا اجتماعية نتحدث من خلالها عن الحزن، أو التحرش، أو العِرق. لأن عدم الحديث عن هذه المواضيع يُفضي إلى تهميش جزء أساسي من تجارب الناس. إن الصمت الناتج عن الحرج قادر على محو تجارب هامة، لكن إذا أنصتنا إليه بعناية، فإنه يستطيع أن يخبرنا أين ينبغي لنا أن نبذل المزيد من الجهد. إن العمل على بناء البنية التحتية الاجتماعية غالبًا ما يمر دون أن نلاحظه، ولكن الحرج ينبهنا إلى أن هذه المعايير الاجتماعية ما زالت تحت التشييد، وهذه إشارة تستدعي منا مراجعة العمل الذي نقوم به في حياتنا الاجتماعية، والسبب وراء بقاء هذا العمل في الغالب غير مرئي.

في النهاية، نحن لسنا مجرد ممثلين في هذا نسرح الحياة الكبير، بل يمكننا أن نكون الكتّاب أيضًا. صحيح أن ليس كل شخص قادر على لعب هذا الدور، ولكن لأولئك الذين يملكون القدرة والاستعداد، فإن لحظات الحرج تعد بمثابة تنبيه إلى أن النصوص الاجتماعية التي نعتمد عليها الآن ليست مثالية، وهي فرصة سانحة لنا لنبدأ في كتابة نصوص أفضل.

مرحبًا عشاق البودكاست!

إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa

ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:

  • جمهور كبير ومتفاعل: لدينا جمهور كبير من المستمعين الذين يهتمون بالمحتوى الذي نقدمه.
  • معدلات مشاركة عالية: يشارك مستمعونا بنشاط في المحتوى الذي نقدمه، مما يعني أن إعلانك سيصل إلى الكثير من الأشخاص.
  • تكلفة معقولة: تقدم خدماتنا مجموعة متنوعة من الخيارات الإعلانية بأسعار معقولة.

www.podcastrecord.co

Hey podcast fans!

If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa

Features of advertising on our podcast:

  • Large and engaged audience: We have a large audience of listeners who are interested in the content we provide.
  • High engagement rates: Our listeners actively engage with the content we provide, which means your ad will reach a lot of people.
  • Affordable cost: Our services offer a variety of advertising options at affordable prices

www.podcastrecord.co
..

تنويه

بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل 

Up next
Today
رواية ليتنا لم نلتق | خلود هاشم
‏رواية ليتنا لم نلتقخلود هاشمتُغادر الطبيبة "حبيبة" وطنها سوريا هربًا من ويلات الحرب ليستقر بها المطاف في مصر لكنّ ألم الفراق لم يبارحها أبدًا فهي لم تترك خلفها وطنًا وحسب بل حبيبًا يخالفها الرأي ويفضّل البقاء على تلك الأرض حتى الموت فلا تجدُّ أمامها سوى الورق لتبدأ بكتابة الرسائ ... Show More
3h 57m
Today
رواية بره الدنيا (2-2) | محمود بكري
‏رواية بره الدنيامحمود بكريقصّة حبٍّ بسيطة تحدث بالصّدفة ولكن الغريب بالأمر كان تصاعدها بشكلٍ خيالي حتى حدثت المفاجأة..صداعٌ خفيف وضيق تنفّس عند بطل القصّة سيقلب أحداثها رأسًا على عقب لنكتشف أنَّه من ترك مكانه وأرضه وسافر بعيدا ليس بأشد ألمًا ممن يقيم بين أهله ويشعر معهم بالغربة. ... Show More
3h 8m
Today
رواية بره الدنيا (1-2) | محمود بكري
‏رواية بره الدنيامحمود بكريقصّة حبٍّ بسيطة تحدث بالصّدفة ولكن الغريب بالأمر كان تصاعدها بشكلٍ خيالي حتى حدثت المفاجأة..صداعٌ خفيف وضيق تنفّس عند بطل القصّة سيقلب أحداثها رأسًا على عقب لنكتشف أنَّه من ترك مكانه وأرضه وسافر بعيدا ليس بأشد ألمًا ممن يقيم بين أهله ويشعر معهم بالغربة. ... Show More
2h 55m
Recommended Episodes
May 23
الكاتب الجزائري سعيد خطيبي: "التاريخ يكتبه الأدباء لا المؤرخون"
‏ضيفنا الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، وحاوره عبدالإله الصالحي عن جديده الروائي بعد صدور ترجمة روايته "نهاية الصحراء"، الصادرة عن دار نوفل هاشيت أنطوان في بيروت في "السلسلة السوداء"، الصادرة عن دار النشر الفرنسية العريقة غاليمار وأيضا روايته الأخيرة "أغالب مجرى النهر"، في هذه المقابل ... Show More
18m 33s
Oct 2024
الأخضر الابراهيمي:" يجب على الدول العربية المُطبعة وغير المُطبعة أن تستنكر ما يحدث في غزة ولبنان "
‏قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السابق الأخضر الابراهيمي في مقابلة خاصة لمونت كارلو الدولية في برنامج المجلة السياسية: "حبّذا لو كانت الدول العربية المُطبعة وغير المُطبعة أن ترفع صوتها وتقول إنّ ما يجري في قطاع غزة ولبنان غير مقبول"، مضيفا أنّ العقبة التي منعت وقف إ ... Show More
12m 56s
Nov 2024
المرصد ٢٦٨: داعية جهادي: القاعدة نعت نفسها وأعلنت موتها
‏القاعدة و ”تأبين“ السنوارفي ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٤، نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة بيان نعي يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومهندس طوفان الأقصى. البيان، بعنوان ”الآن الآن جاء القتال،“ وصف السنوار بعبارات التبجيل من قبيل ”القائد المغوار،“ و ”فقيد الأمة.“ وكما في بيانات ... Show More
23m 50s
Sep 2024
المرصد ٢٦٣: إجماع نادر بين الجهاديين حول ”الفرح“ بالهجمات الإسرائيلية على حزب الله
‏انفجار ”البيجرات“ انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) في عناصر حزب الله في لبنان يومي ١٧ و ١٨ سبتمبر، استقطب ردوداً لافتة في أوساط الجهاديين من القاعدة إلى داعش إلى هيئة تحرير الشام ومعارضيها. فكاد كل معارض لحزب الله ”يفرح“ لموجة الانفجارات هذه. فلم يكن الحدث جدلياً أو على ا ... Show More
22m 18s
Sep 2024
المرصد ٢٦١: في ذكرى هجمات سبتمبر، تخبط القاعدة حول حماس يهدد ”بإسقاط رموز التنظيم“
‏سبتمبر ٢٠٢٤الذكرى الثالثة والعشرون لهجمات سبتمر تأتي هذا العام وسط انقسام في أوساط القاعدة حول الموقف من حماس وما يتعلق بحرب ٧ أكتوبر في غزة. ففي الوقت الذي يحشد فيه المناصرون للاحتفاء بالهجمات باعتبارها ”هزمت“ أمريكا ورفعت التنظيم من رتبة ”مركزي“ إلى شبكة ”منتشرة“ في ”أرض الله“ ... Show More
31m 1s
Aug 2024
المرصد ٢٥٩: ما الذي اضطر قاعدة اليمن إلى ”توضيح“ حادثة أبين؟
‏قاعدة اليمن وضياع البوصلةما الذي حدث في القوز اليمنية يوم ١٨ أغسطس ٢٠٢٤؟ في ذلك اليوم، وقع اشتباك عند نقطة للحزام الأمني على طريق القوز في محافظة مودية أسفر عن قتل قائد الحزام الأمني في المحفد حسين الرابض واثنين من مرافقيه، بالإضافة إلى وافي عبدالله عمر درعان ركن استطلاع الكتيبة ... Show More
26m 47s
May 30
إحراز تقدّم في فهم ميكروبات مرضين راسخين في الخيال الجماعي هما : الطاعون والجُذام
‏عناوين النشرة العلمية :- ثلاثة أرباع كتلة الأنهار الجليدية قد تختفي في القرون المقبلة بسبب تبعات تغير المناخ- إحراز تقدّم علمي في فهم الميكروبات المرتبطة بمرضين راسخين في الخيال الجماعي هما الطاعون والجذام- اكتشاف مدينة قديمة تعود لحضارة المايا شمال غواتيمالا هل الأنهار الجليدية ... Show More
7m 22s
Oct 2024
المرصد ٢٦٤: موقف الجهاديين المؤيد لقتل نصرالله يفصلهم عن ”نخبة“ تقليدية مناصرة
‏الجهاديون وحسن نصراللهإذاً، قتلت إسرائيل حسن نصرالله أمين عام حزب الله، ذراع إيران الطولى في الشرق الأوسط. من نافلة القول أن الجهاديين قاطبة ”فرحوا“ بهذا النبأ فرحاً زاد عن موقفهم من واقعة تفجير أجهزة البيجر يومي ١٧ و١٨ سبتمبر. لكن بالنظر إلى ضخامة الحدث وتتابع الهجمات الإسرائيل ... Show More
25m 11s
Sep 2024
المرصد ٢٦٠: مع اقتراب ذكرى هجمات سبتمبر، هل يفرض تنظيم القاعدة على أنصاره تقبل ”الأثر“ الإيراني؟
‏متلازمة طهران ٢٠٢٤لا يزال ”تأييد“ حماس يثير جدلاً في أوساط القاعدة حتى بعد مرور ١١ شهراً على حرب ٧ أكتوبر. والحقيقة أنه جدل قديم يتجدد كلما شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة، بمعدل مرة أو مرتين في العام. لكن إطالة أمد هذه الحرب والنزيف البشري الهائل عظّم جوانب الجدل حتى اعتزله بعض ... Show More
25m 41s
Sep 2024
المرصد ٢٦٢: حمزة بن أسامة بن لادن ”حيّ.. ومناصرون يسألون: أين هو من فراغ قيادة القاعدة؟
‏حمزة بن أسامة بن لادننقلت صحيفة The Mirror البريطانية أن حمزة بن أسامة بن لادن حيّ يُرزق، بل ويحضّر لإحياء شبكة القاعدة بتنفيذ هجمات في العالم. لم توضح الصحيفة مصدر المعلومات واكتفت بالإشارة إلى أنه ”تحليل“ أعده خبراء استخبارات غربيون. أهم ما جاء في هذا التقرير هو أن حمزة نجا من ... Show More
26 m