هل نحتاج اليوم، كما تعلمنا سلوكيات المواطنة وآداب المائدة والتعامل مع الآخرين، أن نتعلم سلوكيات مواقعِ التواصل؟
مناسبة هذا الكلام هي... مكالمات الفيديو غير المرغوب فيها.
شخص لا تعرفه، أو تعرفه بشكل محدود، يعطي لنفسه الحق في إجراء اتصال فيديو، وأحيانا في المساء أو الصباح الباكر.
المفروض، حتى مع من نعرفهم، الزوج والزوجة، الأخ والأخت، الأصدقاء المقربون، ألا نتصل بالفيديو إلا حين نسأل الشخص المعني إن كان متاحا. أحيانا، يكون الفرد في ظروف شخصية لا تسمح له بالتواصل بالفيديو: في وسيلة تواصل عمومية، في الشارع، في ظروف عائلية أو مهنية لا تسمح بالحديث، في الحمام مثلا، مع أشخاص آخرين، إلى غير ذلك من الظروف. وبالتالي، فأبجديات التواصل والمعاملات، أن نبعث رسالة نسأل فيها الشخص إن كان بإمكاننا التواصل بالفيديو؟
فما بالك بالتواصل مع أشخاص لسنا قريبين منهم، أو ربما تعرفنا عليهم مؤخرا على مواقع التواصل؟
نفس الشيء بالنسبة لحتمية التفاعل السريع: أحيانا، قد تصلنا رسالة نقرؤها، لكننا لا نرد في الحين، لأننا مشغولون، أو لأننا في فضاء معين لا يسمح بالتواصل، أو لأننا نحتاج مهلة للرد، أو حتى ربما لأننا لا نريد التواصل في الحين... فيغضب المرسل لأنه يترجم الأمر بشكل سلبي. "لقد قرأت الرسالة ولم ترد".
نعم، قرأت الرسالة... ومن حقي ألا أرد في الحين، وليس من حقك أن تغضب.
كذلك، حين نلتقي لاقتسام وجبة أو قهوة أو عصير، يفترض أن تسألني إن كنت أرغب في التقاط صورة. أحيانا، لا يرغب الناس في التقاط الصور لأن شكلهم ذلك اليوم لا يعجبهم، أو مزاجهم، أو ربما بكل بساطة هم لا يحبون التقاط الصور. إن كنا نرغب في تخليد ذكرى ذلك اللقاء، فعلينا أن نسألهم وأن نقبل أيضا بحقهم في الرفض.
باختصار، ماذا لو صممنا قواعد جديدة للتواصل السليم على مواقع التواصل: الانتقاد بهدوء واحترام حتى لو كنا نستعمل اسما مستعارا، احترام خصوصية الآخرين، الاستئذان قبل نشر صور تجمعنا بأشخاص آخرين، الاستئذان قبل الاتصال بالفيديو، وعدم الاتصال بالفيديو بتاتا بأشخاص لا يسمح مستوى حميميتنا معهم بهذا النوع من التواصل...