وزارة الداخلية البريطانية تعمد الى خيار استخدام الخيم لإيواء ما يصل إلى ألفي مهاجر في مواقع عسكرية مهجورة، وذلك بموجب خطط وضعتها وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، في محاولة لتجنب إيواء طالبي اللجوء في الفنادق أو مراكز الاستقبال. ويأتي هذا الجهد سعيا لمواجهة الزيادة المتوقعة في عمليات عبور القوارب الصغيرة في شهر آب/أغسطس الجاري، على الرغم من تحذيرات البعض للحكومة من أن إسكان طالبي اللجوء في الخيام قد يثير تحديات قانونية على أساس المعاملة اللاإنسانية. أيضا من بين الطرق التي ابتدعتها الحكومة البريطانية لإيواء المهاجرين القادمين عبر القوارب، مركز إيواء عائم قبالة ميناء دوفر.
خيم كبيرة مرتجلة في منشآت عسكرية مهجورة لإيواء مهاجري القوارب، هذه الفكرة راودت وزارة الداخلية البريطانية لأشهر إلى أن اعتمدتها، حيث أقدمت على شراء خيم تتسع لألفي شخص، رغم تحذيرات منظمات حقوق اللاجئين من المخاطر الصحية لمثل هذا الخيار فضلا عن تعارضه مع القوانين الإنسانية.
لكن وزارة الداخلية البريطانية تملك خيارا آخر، مركز إيواء عائم في البحر يتسع لـ500 مهاجر ومزود بالمرافق الأساسية.
جوليا تنسلي، من شبكة حقوق المهاجرين، اعتبرت أن "تجربة إيواء المهاجرين في مراكز عائمة ثبتت نقائصها في هولندا، فقد اتضح لاحقا أن ظروف الحياة بهذه المراكز تخلف انتشار الأمراض، بمعنى أنها لا تليق لإيواء هذه الفئة من المهاجرين الذين كانوا في رحلة خطيرة من أجل الحصول على اللجوء".
وأوردت تنسلي "لكن الداخلية البريطانية قطعت خطوة أخرى لإيواء مهاجري القوارب في خيم كبرى، هي بالأحرى تشبه مراكز الاعتقال لهذه الفئة التي تطلب الحماية، وهذا ما يثير القلق.
الأولوية التي تحفز خيارات وزارة الداخلية هي كما تقول الحالة الاستعجالية في مواجهة تزايد عمليات الانزال التي تقوم بها قوارب المهاجرين على الشواطئ البريطانية، خاصة في موسم الصيف.
وفقا لتوني ترافرس، الأستاذ المحاضر في القسم الحكومي بكلية لندن للاقتصاد، "هناك هذه الاستقامة السياسية في التعامل مع ملف الهجرة التي تضع المزيد من الضغط على كاهل صناع القرار كي يحدوا من أعداد المهاجرين بأي ثمن.
ويضيف "هنا يقع الخلط بين السياسة الواجب نهجها تجاه المهاجرين وتلك التي تخص طالبي اللجوء، وهذا شأن إنساني. أعتقد أنه بمنطق إدارة الشأن الداخلي في بريطانيا أو في بلد آخر يقع هذا الخلط، ويجب التفرقة بين المسألتين".
يذكر أنه منذ مطلع 2023، عبر أكثر من 14 ألفا بحر المانش باتجاه الشواطئ البريطانية.