هذا العنوان لكتاب نشر منذ حوالي خمسة عشر عاماً.. قبل السابع عشر من أكتوبر 2023
عنوان يخاطب البشر الذين حاولوا أن يلصقوا كل صفات الخير بصفة واحدة كبيرة تخصهم وحدهم دون المخلوقات الأخرى وأطلقوا عليها (الانسانيّة)!! أصبحت هذه الكلمة تجمع وتلخص كل ما هو خيّر وطيّب وعادل، بل وأخلاقيّ!!!
بالتأكيد سمعتم عن الرئيس والملك والأمير (الإنسان) الذين تمتلئ السجون بمعارضيهم!!
ولا شك أنكم أتحفتم بقصص تتغنى بإنسانية جيش محتل يساعد كبار السن أثناء إجباره لهم على النزوح وترك بيوتهم!
قال كلمته ومشى..
حافظوا على إنسانيتكم..
عنوان كتاب للصحفي والناشط الإيطالي فيتوريو أريغوني يعد وثيقة تاريخية مؤثرة. يتحدث الكتاب عن يوميات الحرب الإسرائيلية في الفترة من 2008 إلى 2009. أريغوني، الذي عمل في حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ عام 2008، شهد بأم عينه وقائع العدوان الإسرائيلي وسجلها في هذا الكتاب الذي يتألف من 22 تقريرًا أرسلها تباعًا إلى جريدة “إلمانيفستو” الإيطالية ونشرها على مدونته.
(حتى ذلك الوقت) يعد هذا الكتاب رواية إنسانية صادمة توثق واحدة من أبشع الحروب التي شنتها إسرائيل على شعبٍ أعزل
في كتابه وثق أريغوني ثلاثة أسابيع من المذابح ضد آلاف الضحايا كان بينها الهجوم على مدرسة الفنون الجميلة في غزة وقتل المدنيين الذين لجأوا لها، كما سرد قصصا عن القصف المجنون لمنازل المدنيين والهجمات العسكرية ضد الصيادين والفلاحين مما أدى الى مقتل العديد منهم وتدمير سبل عيشهم ورزقهم.
لم يتغير شيء
على فرض أنهم امتلكوها يوما....
هل فقد البشر إنسانيتهم؟
تم اغتيال أريغوني، وقصفت غزة بعدها في 2012 و2014 قتل خلالها الاحتلال الالاف من الغزيين ولم تتحرك الإنسانية بأكثر من إدانة خجولة وقرارت أممية غير محترمة.
ثمانية أشهر من الحرب المسعورة، دمار شامل لكل ما هو حي وجامد، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الالاف من أهل غزة جلهم من النساء والأطفال!! كاميرات الدنيا حملت صور الصغار المبتورة أطرافهم، الأهل يلملمون أشلاء فلذات أكبادهم..
القادة والحكام الإنسانيين بين مؤيد للحرب في العلن وصامت بقلب مؤيد
الإعلام الإنساني تابع لسلطته (أعلاه)
مواقع التواصل الإنسانية منعت النشر وقيدت الحسابات باسم (الإنسانية) والخوف على مشاعر المتصفحين..
الإنسانية البلاستيكية وقفت متفرجة.
بعض الناس هتفوا
" إذا كان لابد من أن أموت، فلا بد أن تعيش أنت لتروي حكايتي"