تستضيف كابي لطيف الروائية الفلسطينية وسام المدني، في حوار حول روايتها الأخيرة "شيزوفرينيا جسد"، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
فتاة الدراجة.. كاتبة!
تتحدث وسام المدني ببساطة وصدق عن مراحل مؤلمة من حياتها، صنعت منها ما هي عليه اليوم. عن الأثر الذي تركه واقعها كامرأة ولاجئة في كتاباتها، خاصة روايتها الأخيرة /شيزوفرينيا جسد/ تقول: "ولدتُ في مخيم لجوء وعشتُ أيامي كلها كلاجئة، ولم أشعر يوماً بالانتماء لمكاني! عانيتُ من كوني الفلسطينية في السودان والسودانية في مصر والمصرية في غزة، وتعرضتُ للتنمّر من قِبل محيطي بسبب ركوبي الدراجة. كانت صِبية الحي تلاحقني وترشقني بالحجارة، ولقب فتاة الدراجة -الذي كان مصدر إحراجٍ لأسرتي- لازمني حتى تزوّجت. ربما شكّلت كل تلك الخبرات والمشاعر السلبية نواةً لكتابي. /شيزوفرينيا جسد/ هي قصة عمر أمضيتُ في كتابتها سنوات عديدة. رواية تلامس زوايا خفية من حياتنا اليومية، لتعكس الازدواجية التي نتعاطى بها مع محيطنا دون وعي منا. تحمل مضامين إنسانية هامة وتنشر ثقافة التماس الأعذار للغير والعفّ عن محاسبتهم والحكم عليهم. هي دعوة لفهم الآخر وقبول اختلافه".
من الناس وإليهم
"شيزوفرينيا جسد" رواية صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تتطرق للمحرمات والمشاكل التي تواجه المرأة في الدول العربية من عنف وتحرش، إلخ. عمّا إذا كان هذا التوجّه هو نعمة أم نقمة على انتشارها، تقول وسام المدني: "للأسف لم تنشر الرواية في فلسطين. فحين شرحت فكرتها لأحد القيّمين على الأدب والنقد، اتهمني بالسعي للشهرة عبر الافتراء على قيم المجتمع وتشويه صورة المرأة الفلسطينية. آلمني ذلك كثيراً، لكنه أوحى لي بفكرة إضافة فصل سمّيته -الفصل الأزرق- وهو عبارة عن منشورات جمعتُها طيلة عامين من فيسبوك لأشخاص من مختلف الدول العربية، كتبوا عن مشاكلهم ومعاناتهم في العيش داخل عوالمهم السرية. هذه الإضافة ميّزت الرواية وأضفت عليها طابعاً من المصداقية".