في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قرأنا لكم" نتوقف عند الضجة الكبيرة والمثيرة التي خلقتها الروائية الفلسطينية عدنية شبلي بالرغم منها بعد أن تم الإعلان عن إلغاء فعالية جائزة ألمانية تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" كان من المقرر منحها لها عن روايتها "تفصيل ثانوي" في إطار فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. الجمعية الألمانية بررت هذا الإلغاء الذي اعتبرته لاحقا تأجيلا فقط بالهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وهذا ما أثار موجة كبيرة من الاحتجاج والاستهجان في الأوساط الأدبية العالمية أدت بالعديد من الكُتّاب والناشرين والمثقفين الى معارضة المعرض الدولي الألماني.
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية عريضة وقعها عدد كبير الكتاب والناشرين والفاعلين الثقافيين من العالم أجمع نددت بما تعرضت له الروائية الفلسطينية وحملت العريضة إدارة معرض فرانكفورت مسؤولية "إنشاء مساحات تسمح للكتاب الفلسطينيين بمشاركة أفكارهم حول الأدب في هذه الأوقات العصيبة والرهيبة، بدلاً من إسكاتهم". وأضافت العريضة "علينا أن نبحث عن طرق جديدة للكتابة والقول والتفكير والتعامل مع هذه الفترة المظلمة. ولهذا السبب، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الكتّاب، ومن بينهم الكتّاب الفلسطينيون".
وبالعودة إلى الرواية المتهمة فهي تتناول عبر مستويين حادثة تاريخية حقيقية وموثقة وقعت يوم في الثالث عشر من أغسطس 1949 في صحراء النقب، عندما قامت دورية إسرائيلية باغتصاب فتاة فلسطينية ثم تم قتلها ودفنها. أما المستوى الثاني فتحاول فيه الشخصية التي تسرد الرواية الرواية بعد مرور خمسة وعشرين عاما تقصي تفاصيل هذا الاغتصاب وفي النهاية يقتلها أحد الجنود الإسرائيليين.
وللإشارة فرواية "تفصيل ثانوي" وصلت عام 2021 في ترجمتها الإنجليزية إلى قائمة جائزة البوكر الدولية وفي عام 2022 إلى القائمة القصيرة لجائزة الأدب الدولية التي تمنحها دار ثقافات العالم في برلين.
وكل كتاب وأنتم بخير...