تمت إدانة شريف جابر بالسجن لمدة خمس سنوات، بتهمة التحريض على الإلحاد.
أولا، هل هناك في القانون فصل عن "التحريض على الإلحاد"، أم أننا سنفصل القوانين على حسب من نودّ معاقبتهم؟ في مصر، يوجد قانون ازدراء الأديان وليس التحريض على الإلحاد. لكن هذا القانون نفسه يجب أن يحذف، إذ في أي مجتمع يحترم قيم حرية التعبير، يعتبر الحديث عن الأديان ونقدها أمرا مقبولا وعاديا.
ثانيا، وبانتظار حذف هذا النص القانوني، علينا أن نعترف أنه لا يتم تطبيقه إلا لصالح الإسلام. أما ازدراء والسخرية من ديانات ومعتقدات أخرى، فهو يتم كل يوم ومن قلب المساجد والقنوات الرسمية أحيانا... أليس الدعاء ضد اليهود والمسيحيين واعتبارهم قردة وخنازير هو ازدراء لهم؟
كذلك، ألا تعتقد مثلا أنك، حين تسخر من الهندوس متصورا أنهم يعبدون الأبقار، لا تجرح مشاعرهم؟ خاصة وأنت مخطئ في تصورك... فهل يمكنك قبول معاقبة كل المسلمين الذين يسخرون من الهندوس؟
هو نفس المنطق فيما يتعلق بجميع الديانات... بما فيها الإسلام!
لذلك، فمادام الشخص لا يحرض على عنف أو قتل، فيفترض أن يكون له الحق في حرية التعبير.
شريف جابر صانع محتوى مبدع وذكي. قد يختلف البعض مع مواقفه ومحتواه. لكن، هل يستدعي هذا الحكم عليه بالسجن؟ هل حرض شريف جابر على القتل أو العنف أو الكراهية؟ هل هدد أمن وسلامة الغير؟
في دولة ومجتمع يحترمان حقوق الإنسان وحرية التعبير، كان شريف جابر سيكون صانع محتوى ناجحا ومعروفا، وليس شخصا يعيش حياته وشبابه في خوف وتخفي.
الحقيقة أيضا أن الذين يخافون من محتويات شريف جابر، هم الذين يهينون الإسلام؛ لأنهم يعتبرونه هشا لدرجة أن محتويات شريف جابر ستشجع الناس على الخروج منه أفواجا.
فمن الذي يهين الإسلام ويبينه هشا، شريف جابر أم من يهاجمونه ويسجنونه؟
من المغرب، أرفع صوتي متضامنة مع شريف جابر. أتمنى أن يتوصل بما يكفي من الدعم لكي يستعيد حريته في الشغب والإبداع... وحريته في العيش بأمان أيضا!
مجرم هو المجتمع الذي يعاقب شخصا بالسجن والعنف والإرهاب والإقصاء... لمجرد أنه مختلف!