لا أفهم لماذا تقبل بالبقاء مع رجل لا يحبها.
لا أفهم لماذا اختارت الاستقالة من عملها رغم أن أجرتها كانت مرتفعة.
لا أفهم لماذا اشترى هذه الشقة.
مجنونة هي إن تركت رجلا مثله!
لماذا لم يتزوج؟
لماذا لم تنجب؟
كم مرة حضرنا نقاشات من هذا القبيل؟ كم مرة كنا بدورنا طرفا فيها، بتعليقاتنا وملاحظاتنا حول اختيارات وحياة الآخرين؟
الحقيقة أن علينا جميعا أن نتعلم أن للآخرين أسلوب عيش خاصا بهم، واختيارات خاصةً بهم. اختيارات قد تبدو لنا غريبة أحيانا، وغير مناسبة. لكنها غير مناسبة لمن؟ غير مناسبة لنا نحن! بالنسبة لهم، هي مناسبة وقد تكون حتى مناسبة جدا جدا.
وحتى إن حدث وغيروا رأيهم، أو اكتشفوا أنهم كانوا مخطئين في قرارات معينة، فتلك مسؤوليتهم. ليس لنا أن نقرر أين يستحسن أن تسكن فلانة وما هو التخصص الأنسب لها، ومتى على علان أن ينجب وهل من المفيد له أن يسافر أو أن يدخر!
لكل منا اختيارات قد تبدو للآخرين مخطئة، سواء فيما يتعلق بالقرارات الكبرى في الحياة أو بالتفاصيل اليومية الصغيرة. حتى المقربون منا، نحن لسنا مطالبين بأن نتخذ القرارات عنهم أو بأن نتدخل في اختياراتهم. ليس علينا حتى أن نعتبر أن من حقنا أن نقيم تلك الاختيارات، وأن نقرر إن كانت مناسبة أم لا. ما لم يطلبوا رأينا، فهي مناسبة بالنسبة لهم!
نحتاج جميعنا لأن نتعلم بأن الآخر قد يكون مختلفا. أن وجهة نظره، وأحيانا حتى ظروفه وإكراهاته، تجعله يتوجه نحو اختيارات ليست بالضرورة مشابهة لما كانت قد تكون اختياراتنا. لندعه يختار ويقرر. لندعها تختار وتحدد أولوياتها... ولنا أن نقرر ونحدد ما هو الأفضل لنا، وليس لغيرنا!