تتحدثُ افتتاحيةُ الصحيفة عن انكفاءَةٍ في موقِفِ الرئيسِ التركي رجب طيب أردوغان حيالَ الصراعِ بين إسرائيل وحركةِ حماس، مقارنةً بما كان يفعلُهُ في السابقِ من هجومٍ كلاميٍ على إسرائيل ودعمِ الحركة، وأنَ ذلكَ يرتبِطُ مباشرةً بتغيُّرِ المصالحِ التركية ورهاناتِ أردوغان.
وتتابعُ نقلاً عن مراقبين، أنَ أردوغان اليوم باتَ شبحاً لأردوغان العدواني الذي كانَ يَقلِبُ الدنيا انتصاراً لحماس وغزة. حيثُ صارَ خطابُهُ هادئاً منذُ لقائِهِ بنتنياهو في الأممِ المتحدة. وتأن ذلكَ يمكنُ إدراجُهُ في إطارِ التراجُعاتِ التي حدثَت بعدَ الأزمةِ الاقتصاديةِ الحادة في تركيا. حيثُ يسعى أردوغان إلى تطويقِ الخسائرِ، واستعادةِ العلاقاتِ مع بلدان الإقليم من دونِ شعاراتٍ ومزايدات، بما في ذلكَ مع إسرائيل.
تضيفُ افتتاحيةُ الصحيفة، أن أردوغان يريدُ أيضاً إنشاءَ علاقةٍ وطيدةٍ مع نتنياهو وتحالفِهِ اليميني، من أجلِ تأمينِ موافقةٍ إسرائيليةٍ على السماحِ لتركيا بلعبِ دورٍ مهمٍ في نقلِ غازِ شرقِ المتوسِط عبرَ أراضيها.
وأنهُ على عكس السرعةِ في التقاربِ مع إسرائيل، ضاعفَ الرئيسُ التركي ابتعادَهُ عن حماس وحركاتِ الإسلامِ السياسيِ. وبحسبِ الصحيفة، يقولُ مراقبون إن أردوغان استسلَمَ لفكرةِ أن حربَ غزة تُشكِّلُ رِبحاً سياسياً لإيران، وخسارةً تزدادُ حدةً لمكانةِ تركيا في المِنطَقَة، إلا أنَّها أقربُ ما تكونُ إلى خسارةٍ “مرغوبٍ فيها”.
صحيفة الجمهورية اللبنانية: نصيحة روسية إلى حزب الله
يقولُ عماد مرمل في هذا المقال إن موسكو المنشغلةُ بالحربِ في أوكرانيا، لم يمنعَها ذلك من إيلاء الحرب في غزة والتوتر على الحدود الجنوبية للبنان جزءاً من اهتماماتِها. وأن روسيا تعلَمُ أن ساحاتِ النزاع تكادُ تكونُ مترابطة.
وينقُلُ عن مطّلعينَ أن الرئيسَ الروسي مستاءٌ من رئيسِ الحكومةِ الإسرائيلية، بسبب موقِفِهِ من الحرب في أوكرانيا. وكما ينقُلُ عن مصادرَ ديبلوماسية فإنَ موسكو تُحمِّلُ إسرائيل والولاياتِ المتحدة مسؤوليةَ الانفجارِ الكبير في المِنطَقَة، وأنها لا تُخفي قلقَها من مسارِ الوضعِ في جنوبِ لبنان، وحرصَها على سلامةِ لبنان واستقرارِه.
وبحسبِ هذه المصادر للصحيفة، فإن الروسَ يتفَهَّمونَ ردَّ حزبِ الله على إسرائيل بعملياتٍ موضِعِيّة، لكنَّهُم ينصَحونَ الحزبَ بتفادي توسيعِ حجمِ ردودِ الفعل، منعاً للانزلاقِ إلى حربٍ واسعة. لافتينَ إلى أنهُ لا يجبُ أن يُستدرَجَ الحزبُ، وأن يُبقيَ المواجهات عندَ الحدودِ ضمنَ نطاقٍ محدود.
عكاظ السعودية: هل تراجع دعم إسرائيل؟
يتحدثُ خالد السليمان في هذا المقال، عن ملاحظةِ تغيُّرٍ في لغةِ الخطابِ الأميركي تجاهَ الحربِ على غزة، فما بدا في الساعاتِ والأيامِ الأولى شيكاً مفتوحاً للإسرائيليين لاستخدامِ القوةِ المُفرِطة في استهدافِ غزة، دون تمييزٍ بينَ المسلحينَ والمدنيين، عادَ اليوم ليتحدَّثَ على لسانَي الرئيسِ الأمريكي ووزيرِ خارجيتِهِ عن حمايةِ المدنيينَ ومعارضةِ الحصار وضرورةِ البحثِ عن حلولٍ سياسية.
ويتابعُ الكاتب، أن إسرائيلَ حصلت على مهلةٍ زمنيةٍ لتنفيذِ هجماتِها الفتاكة من بعضِ العواصمِ الغربية، وعندما استنفدَت وقتَها لم يَعُد بوسعِ هذهِ الحكومات تجاهُلَ حجمِ الدمارِ الهائل، وأعدادِ الضحايا المدنيين خاصةً الأطفال والنساء، وتبريرِها للرأيِ العام.
وبحسبِ المقال، فقد كانَ أيضاً لمواقفِ السعودية ومصر والأردن، دورٌ مؤثرٌ في فرملةِ المواقفِ الغربية، فالرسالةُ التي تلقاها بلينكن في جولاتِهِ العربية كانت واضحةً وحازمة، وهي أنه لا يُمكِنُ السماحُ لإسرائيل بالاستمرارِ في حملةِ إبادةٍ وتهجيرِ سكانِ غزة.
ويختِمُ المقال، بأنهُ يجبُ على إسرائيلَ أن تدرك أنَ السبيلَ الوحيد للسلام، هو الاعترافُ بحقوقِ الشعبِ الفلسطيني في قيامِ دولتِهِم وعاصمَتُها القدسُ الشرقية، وحتى يتحققُ ذلكَ فإنَ الجرحَ سيبقى نازِفاً