أرمينيا ومنطقة الساحل الإفريقي من بين المحطات التي توقفت عندها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء 27 أيلول/سبتمبر 2023
لوموند: موجة نزوح كبيرة من إقليم ناغورني قره باغ
كتبت فوستين فانسنت أنّه منذ أن استعادت باكو السيطرة على هذا الإقليم قبل أسبوع لم يبقى لحوالي مئة وعشرون ألف أرميني من سكان الإقليم سوى الفرار خوفا من الأذربيجانيين في رحلة اعتبرت أنّهم يدركون أنّها بلا عودة. وحسب آخر الاحصائيات فإنّ ثلاثة عشر ألفا وثلاثمئة وخمسين نازحا وصلوا يوم الثلاثاء الماضي إلى الأراضي الأرمينية حيث أعلن رئيس الوزراء نيكول باشينيان أنّ بلاده ستستقبل بكل عناية الأرمن الفارين من إقليم ناغورني قره باغ.
وأشارت كاتبة المقال إلى أنّ سلطات يريفان تتهيأ لموجة نزوح عارمة مؤكدة تواجد طوابير كبيرة من السيارات في ممر كورنيدزور الحدودي الواقع في الجانب الأرميني من معبر لاتشين الرابط بينها وبين الإقليم، كما رصدت أجواء من القلق لدى الأشخاص الذين ينتظرون وصول أفراد من عائلاتهم. وتقول كاتبة المقال إن إعادة الإدماج السلمي لسكان الإقليم التي وعد بها رئيس أذربيجان إلهام علييف لم تقنع أحدا في أرمينيا بحيث أنّ شهادات النازحين أفادت بقيام القوات الأذربجانية بارتكاب انتهاكات بعد مغادرتهم الإقليم وفي هذا السياق أشار بعضهم إلى حرق وتدمير الكنائس والبيوت. واعتبر المدافع عن شؤون حقوق الانسان في المنطقة غيغام ستيبانيان أنّ الوضع مقلق لآلاف الأرمن في ظل تزايد المخاوف من تعرض سكان الإقليم إلى تطهير عرقي.
ورصدت كاتبة المقال في هذا الريبورتاج استنكار النازحين لما وصفوه بالخيانة الروسية التي لم تتحرك قواتها المرابطة في الإقليم خلال العملية العسكرية الخاطفة التي شنتها القوات الأذربيجانية، كما عبّروا عن تذمرهم من سلطات يريفان التي لم تقدم أي دعم عسكري عكس ما كانت تقوم به في الماضي، وبعد أكثر من ثلاثين عاما من الحرب صرّح نازحون أنّ العملية العسكرية الأخيرة لباكو كانت الأعنف في تاريخ الصراع ما أوحى للكثير منهم أنّ حلم الانفصال تبدّد وبات معه حلم العودة مستحيلا.
لاكروا: هل يزداد خطر الجهاديين في الساحل برحيل القوات الفرنسية؟
هو السؤال الذي طرحته لاكروا على باحثين مختصين في شؤون منطقة الساحل الإفريقي لمعرفة تداعيات انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة، وفي هذا الشأن اعتبر جان-هيرفي جيزيكال من معهد الازمات الدولية أن الوضع في المنطقة لم يتحسن بل تدهور بشكل كبير بعد رحيل القوات الفرنسية خاصة في مالي وبوركينا فاسو، ويشير الباحث إلى أنّ المدنيين أصبحوا مستهدفين بشكل واسع من قبل أطراف الصراع خصوصا من القوات الحكومية المدعومة من قوات المتطوعين ومجموعة فاجنر الروسية التي تنظم حملات عقابية ضد قرى بأكملها بسبب شبهات التواطؤ مع جهاديين.
وحسب جان-إيرفي جيزيكال لا يمكن القول إن الجماعات الجهادية عززت بشكل كبير سيطرتها الإقليمية في منطقة الساحل كما هو الحال في مالي بالخصوص حيث كانت الدولة غائبة في مناطق بأكملها، ما مكّن الجهاديين من تعزيز قدرتهم على تطويق المدن الكبرى مثل تمبكتو لكنهم لا يسيطرون عليها، ومنذ رحيل قوة برخان يتحرك الجهاديون بسهولة أكبر رغم عدم سقوط أي مدينة تحت سيطرتهم. واعتبر الباحث أنّه الحل لوقف العنف في منطقة الساحل ليس لدى قوات فاخنر أو قوة برخان معتبرا أنّ استئناف الصراع في شمال مالي بين الجماعات المسلحة الانفصالية وقوات باماكو هو الذي يمكن أن يغير الوضع.
ومن جانبه قال رحمان إدريسا الأستاذ النيجيري بمعهد العلوم السياسية بجامعة لايد الهولندية قال إنّ الوضع الأمني في النيجر منذ وصول العسكريين إلى السلطة تدهور في بعض المناطق، ولا سيما في منطقة تيلابيري على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو. واعتبر أنّ الأمر مقلق للغاية بالنسبة للنيجر والمنطقة ككل منتقدا تمسك السلطات الجديدة بمنطق انتحاري واختيار العزلة بدلا من الحل العسكري الأنسب حسبه لأزمة متعددة الأبعاد.
لوبينيون: الغزو الروسي وتراجع معدل الولادات في أوكرانيا
في هذا المقال تشير لوبينيون إلى أنّ معدل الولادات في أوكرانيا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية تراجع بنسبة 28 في المئة على خلفية الغزو الروسي بحسب الإحصائيات الرسمية وهو ما يعتبر أكبر انخفاض منذ استقلال أوكرانيا في عام 1991. وقبل الغزو الروسي، تم إحصاء كل شهر حوالي ثلاثة وعشرين ألف طفل حديثي الولادة في أوكرانيا لكن هذا العدد انخفض الآن إلى نحو ستة عشر ألفا. ويشير كاتب المقال إلى أنّه منذ الهجوم الروسي العام الماضي على أوكرانيا انخفض معدل الخصوبة في البلاد إلى نقطة فاصل اثنين في وقت يتطلب فيه الحفاظ على تعداد السكان لأكثر من ولادتين لكل امرأة.
وحسب الكاتب فإنّ الحرب تسبّبت في فرار ملايين النساء والأطفال من البلاد، بينما مُنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من مغادرة البلاد. أدى هذا الوضع إلى فصل العديد من الأزواج جسديًا وتسبب ذلك في تأجيل مشاريع الانجاب. وفي أكبر مصلحة للولادة في كييف، يولد حوالي مئتين وخمسين طفلاً كل شهر منذ بداية العام الحالي مقابل ما بين ثلاثمئة وخمسين وأربعمئة قبل اندلاع الحرب، وحسب مديرة المصلحة فإنّ هذه الأرقام كان بالإمكان أن تكون أقل لولا تدفق النساء النازحات من أجزاء أخرى من البلاد.