تركيا إضافة إلى السودان وأفريقيا من بين المحطات التي توقفت عندها الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس 21 أيلول/سبتمبر 2023.
كتب أنور الجمعاوي أنّ حزام الانقلابات العسكرية في أفريقيا امتدّ ليشمل، في ظرف ثلاث سنوات، ستّ دول في وسط القارّة وغربها: مالي، وغينيا، وبوركينا فاسو، وتشاد، والنيجر، وأخيراً الغابون، والثابت أنّ موجة الانقلابات التي شهدتها القارّة السمراء في السنوات القليلة الماضية تبعث عدّة رسائل إلى الداخل والخارج.
داخلياً، حسب الكاتب، يمكن القول إنّ الحراك الانقلابي المشهود في أفريقيا وجّه رسائل إلى الشعوب الأفريقية، أهمّها الانتفاض على العائلية السلطوية الفاسدة، ونقض الديمقراطية الكرتونية، وتصعيد الشباب إلى مواقع صناعة القرار، والدعوة إلى الحوكمة والتنمية الشاملة، مع تأكيد وحدة الصف الداخلي، ولزوم السلمية، وبدا الفعل الانقلابي حسب الكاتب رسالة احتجاج على سياسات تنموية فاشلة شهدتها أقطار أفريقية عقوداً.
وعلى الصعيد الخارجي، يشير الكاتب إلى أنّ الانقلابيين الجدد بعثوا ثلاث رسائل واضحة، الأولى متعلّقة بإعلاء خطاب السيادة الوطنية في مستوى صناعة القرار وإدارة الثروة للحدّ من الهيمنة الغربية، والرسالة الثانية عنوانها التضامن البيْني الأفريقي أما الرسالة الثالثة فهي حتمية التأسيس لشراكة متوازنة بين بلدان المنطقة والقوى الغربية عموماً وفرنسا خصوصاً، فالأجيال الصاعدة في أفريقيا تطمح إلى أن تكون علاقة القارّة بأوروبا علاقة ربح متبادل، لا علاقة اختلال في الميزان التجاري وتبعية في القرار السياسي.
الشرق الأوسط: مع هؤلاء لا حاجة للسودان إلى أعداء
كتب سليمان جودة أنّ الحرب في السودان دخلت شهرها السادس، والذين تابعوا بداياتها لا بد أنهم انشغلوا عنها إلى أن فوجئوا بأنها دامت هذا المدى الزمني الطويل، ولا بد أنهم لاحظوا أن بلوغها الشهر السادس ترافق مع تطورات في الميدان، تبعث على القلق أكثر مما تبعث على شيء آخر. وكان في مقدمة هذه التطورات أن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، غادر مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، واستقر من بعدها في مدينة بورتسودان في شرق البلاد، ثم بدأ في جولة خارجية انطلقت من مصر، وتواصلت إلى جنوب السودان، وإريتريا، وقطر، وتركيا، وأخيراً كان قد وصل إلى أوغندا.
والتصعيد من جانبه حسب الكاتب أخذ مستويين: مستوى أول تمثل في الحديث عن الدعوة إلى نظام حكم فيدرالي في البلاد، وأيضاً إلى جيش جديد، وبغير أن يشرح ماذا بالضبط يقصد بما يتحدث عنه في الحالتين. وأما المستوى الثاني فكان هجوماً واسعاً من جانب قواته على مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وعلى مقرات حيوية أخرى في العاصمة وفي أم درمان.
السودان يبدو متروكاً لمصيره في رأي الكاتب ولا تزال «قوى الحرية والتغيير» غائبة عن التأثير رغم أنها كانت تملأ الخرطوم صخباً قبل الحرب، وقد كان الظن أن قربها من المكون العسكري قبل بدء القتال، سوف يجعلها قادرة على فعل شيء ينقذ البلد مما هو ذاهب إليه، ولا بد أن التاريخ سيحاسبها أكثر مما سوف يحاسب أي طرف آخر، لأن غيابها لا مبرر له كما أنه لا يزال يبحث عن تفسير.
القدس العربي: الإرهاب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي
كتب توران قشلاقجي تزايدت حوادث العنف ضد العرب في تركيا بشكل مفاجئ بعد الانتخابات العامة التي جرت في وقت سابق من العام الجاري. بدت الأحداث فردية في البداية، ولكن مع تصاعد حدتها مع مرور الأيام اتضح أن هناك من يتلاعب بانتظام برموز المجتمع التركي. وحسب الكاتب التركي للمقال إذا كانت حوادث العنف تتزايد تدريجيا في مجتمع ما، فيمكننا أن نرى بكل وضوح أن هناك عملية مدبرة وراء ذلك. وأوضح دليل على ذلك هو أن الصفحات التي تهاجم تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، والصفحات المسيئة للعرب في تركيا، يتم توجيهها من المراكز نفسها، سواء في الداخل أو الخارج.
ويقول الكاتب إن هذه المسرحية واجهتها تركيا مرات عدة في السابق، ويلاحظ أن حوادث العنف هذه تتزايد بشكل لا يمكن السيطرة عليه، من أجل استفزاز وتحريض الشعب التركي في إطار عملية تقف خلفها دوائر معادية لتركيا. ومن الواضح أيضا أن المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة تنشر عبر الصفحات الوهمية عن وعي وتعمد.
خلاصة الكلام حسب الكاتب هي أنّه من المستحيل على الإطلاق تعريف هذه الأحداث بأنها عنصرية أو قومية. ولا شك في أن مثل هذه الأحداث مرتبطة بالقطاع السياحي الذي يعد أحد أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد التركي، والأهم من ذلك أنها تلحق ضررا كبيرا بالسياسة الخارجية السلمية التي تنتهجها تركيا. ولذلك لا بد من إيجاد تعريف آخر لمثل هذه الأحداث، وهو: الإرهاب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.