عناوين النشرة العلمية :
- الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية "انتاركتيكا" وصل إلى أدنى مستوى تاريخي
- فروع كاملة من "شجرة الحياة" فُقدت والانقراض الجماعي السادس لم يعد مزحة إذا استمرّ اختفاء الأنواع بالوتيرة الحالية
- سُمُّ العنكبوت البرازيلي قد يصلح أن يكون علاجا للعجز الجنسي
بالاستناد إلى المعطيات المتوفّرة لدى المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد في الولايات المتحدة، تبلغ الآن مساحة الجليد المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية "انتاركتيكا" أقل من 17 مليون كيلومتر مربع، وهذا أقل بمقدار 1.5 مليون كيلومتر مربع من المتوسط في شهر سبتمبر، ما يشير إلى أنّ مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية "انتاركتيكا" وصلت إلى أدنى مستوى تاريخي.
يتتبع علماء المناخ باستمرار مدى الجليد البحري طوال الفصول ويقارنون حجمه مع نفس الأشهر من السنوات السابقة، من أجل معرفة كيفية تغيّره. جلّ ما يخشاه باحثو المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد في الولايات المتحدة هو أن يساهم ذوبان الكتلة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية، ما سيؤدي إلى غمر المدن الكبرى حول العالم بالفيضانات خلال هذا القرن.
كما أنّ الباحثين قلقون من أن يتلف انخفاض الجليد البحري موائل طيور البطريق والفقمات وغيرها من الحياة الحيوانية التي تحتاج للغطاء الجليدي لتعيش بسلام.
من ناحية تبريد الأرض، يلعب الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية دورا حيويا لأن الجليد يعكس ضوء الشمس، مما يساعد على إبقاء المناطق القطبية باردة. بدون هذا الغطاء الجليدي، تنكشف بقع داكنة من المحيط، لتمتصّ ضوء الشمس بدلا من عكسه، ما سيؤدي بدوره إلى تسخين المنطقة وتسريع فقدان الجليد بشكل أكبر.
الانقراض الجماعي السادس بدأ يتربّص بفناء الحضارة على الأرض
خطر الانقراض الجماعي السادس حذّرت منه دراسة جديدة منشورة في مجلّة PNAS. فأزمة التنوّع البيولوجي هي بنفس خطورة تغيّر المناخ لكنّها تبقى مجهولة من قبل الرأي العام كما أظهر تأسّفا الكاتب المشارك في هذه الدراسة والبروفسور في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك Gerardo Ceballos. كتب هذا الأخير أنّ البشر يتسبّبون في فقدان فروع كاملة من "شجرة الحياة" ما يعجّل من حصول الانقراض السريع للكثير من الأنواع الحيوانية.
فبالنظر إلى قوائم الأنواع المنقرضة التي هي بحوزة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إنّ السنوات الخمسمائة الماضية شهدت على إبادة وفناء 73 جنسا من أصل 5400 جنسا يضمّون 34600 نوعا حيوانيا.
يأتي في طليعة الأجناس المنقرضة الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات. كما أشارت الدراسة عينها إلى أنّ انقراض الأجناس الـ 73 كان ينبغي أن يحصل في غضون 18 ألف سنة، وليس في فترة 500 سنة. نسب العلماء أسباب هذه الانقراضات إلى الأنشطة البشرية التي لا ترحم الطبيعة فتخرب مواطن عيش الحيوانات عبر قطع الأشجار أو عبر تلويث المياه. كما أنّ الاستغلال المفرط للحياة البرّية عبر الصيد الجائر والصيد العشوائي والاتجار بالحيوانات له آثار فتّاكة بالتنوّع البيولوجي وديمومته.
قد يكون لانقراض الأجناس عواقب على المنظومة البيئية برمّتها، مع احتمال "انهيار الحضارة" على المدى البعيد، بحسب ما جاء على لسان Gerardo Ceballos الذي يؤكّد أن ما حصل يمثّل من دون شكّ انقراضاً جماعياً سادساً.
تبقى مسألة ما إذا كان الانقراض السادس قد بدأ بالفعل موضعَ نقاش، مع العلم أنّ جميع الخبراء يتفقون على أنّ المعدل الحالي للانقراض ينذر بالخطر. لكنّ ما يميّز هذا الانقراض هو أن البشر تسبّبوا به وهم القادرون على حلّه عبر العمل الجادّ لإنقاذ عدد كبير من الأنواع وتوسيع سياسات حماية البيئة على نطاق كافّة بلدان العالم.
تجدر الإشارة إلى أنّ آخر انقراض جماعي يعود بالزمن إلى 66 مليون سنة، عندما تسبّب اصطدام كويكب بالأرض في اختفاء الديناصورات.
واحد من ألدّ أعداء الإنسان في الطبيعة قد يقدّم له علاجا لضعف الانتصاب
العنكبوت البرازيلي Brazilian wandering spider يعتبر من أخطر العناكب في العالم. فلدغته لا تسبّب ألما شديدا والتهابا وشللا للعضلات ومشاكل في التنفّس فحسب لا بل أيضا يواجه الرجال الذين يتعرّضون للدغة العنكبوت البرازيلي انتصابا قد يستمرّ لساعات.
حاليا، يستعدّ علماء برازيليون من جامعة Minas Gerais الفيدرالية إلى إطلاق أحدث التجارب السريرية لاختبار ما إذا كان جزء من سمّ العنكبوت البرازيلي يمكن أن يكون علاجا جديدا لضعف الانتصاب. يتواجد في سُمّ العنكبوت البرازيلي مكوّن واحد مسؤول عن افتعال الانتصاب ألا وهو المركّب BZ371A، الذي يعزز تدفق الدم عبر الجسم.
بعدما جرّب الباحثون البرازيليون هذا المركّب في الاستخدام الموضعي على النساء والرجال ليثبت لهم أنّه يساهم في تدفّق الدم إلى المنطقة الجلدية التي وضع عليها، يخطّطون لتجريب المركّب المذكور على الرجال الذين خضعوا لعملية جراحية لإزالة البروستات بسبب السرطان. علما بأنّ جراحة استئصال البروستاتا تورّط الرجال في مشاكل ضعف الانتصاب نتيجة تلف الأنسجة في تلك المنطقة من الجسم.
مع أنّ أدوية معالجة الضعف الجنسي متوفّرة وأشهرها الفياغرا وCialis لكنّ التقديرات تشير إلى أن نحو واحد من كل ثلاثة رجال لا يستطيع تناول الأدوية الموجودة حاليا لعلاج ضعف الانتصاب بسبب الظروف الصحية التي قد تجعل تناولها خطيرا. لذا يأمل الباحثون البرازيليون أن يساعد المركّب BZ371A هؤلاء الرجال على وجه الخصوص، على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من التجارب.