عناوين النشرة العلمية :
- نماذج الذكاء الاصطناعي الصغيرة والمتخصّصة هي الحلّ لتخفيف هدر الطاقة
- الموت البطيء يتهدّد سمك السلمون البرّي في النرويج
- نسخة معدّلة وراثيا من فيروس الهربس تعد بأن تكون نهجا علاجيا لسرطان الميلانوما المتقدّم
آليات لخفض هدر الطاقة من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ومتعددة الأغراض
الاستعلامات اليومية التي تتطّلب شرحا بطول 300 كلمة وكنّا حصلنا عليها من نموذج لغوي كبير من نماذج الذكاء الاصطناعي متعددة الأغراض، تستهلك من الكهرباء ما تستهلكه 38 ألف أسرة من الطاقة في المملكة المتحدة.
في المقابل، حين تكون الإجابات المولّدة من نموذج لغوي صغير متخصّص لا تفوق عن 150 كلمة فقط، يمثّل استهلاكها للطاقة ما تستهلكه أقل من 4 آلاف أسرة من الكهرباء.
خلصت نتائج دراسة علمية أشرفت عليها منظمة اليونسكو إلى أنّنا نستطيع تخفيض استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة بنسبة 90% باستخدام نماذج صغيرة ومتخصصة مع شرط تخفيف حجم الإجابات على أسئلتنا. يتقلّص هدر الطاقة بنسبة 50% من نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية والمتعدّدة الأغراض في حال تسلّمت استعلامات قصيرة وقلّلت طول الإجابات التي ولّدتها، وفق الدراسة عينها.
كمثال حيّ حول النسبة الفعلية للاستهلاك الكهربائي في برنامج الدردشة الآلي تشات جي بي تي" الذي يتلقى ما يقرب من مليار استعلام يوميا، إنّ كل استعلام يُرسل إلى هذا التطبيق يستهلك في المتوسط 0,34 واط في الساعة من الكهرباء.
يمثل هذا 310 غيغاواط في الساعة سنويا، أي ما يعادل الاستهلاك السنوي للكهرباء لثلاثة ملايين شخص في إثيوبيا، وفق منظمة اليونسكو التي قدّمت في جنيف تقريرها الحديث خلال منتدى الذكاء الاصطناعي من أجل الخير « AI 4 Good ».
شركات التكنولوجيا العملاقة أدركت المشكلة المتعلقة بالطاقة، ولذلك باتت تُقدّم في خطوط إنتاجها نسخا مُصغّرة من نماذجها اللغوية الكبيرة.
على سبيل المثال، تُسوّق "غوغل" نظام Gemma، وتُسوّق "مايكروسوفت" نظام Phi-3، وتُسوّق "أوبن إيه آي" نظام 3GPT-40 mini.
قمل السمك أحد التهديدات الجدّية التي تقف وراء تضاؤل مخزونات سمك السلمون البرّي
سمك السلمون البرّي أصبح نادرا جدا لدرجة أن النرويج التي تشتهر بهذا النوع الفاخر من الأسماك أدرجته على قائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض عام 2021. في العادة، تهاجر أسماك السلمون من المياه المالحة إلى المياه العذبة في الأنهار حيث تضع بيوضها للتكاثر. إنّما في العام 2024، لم يعد سوى 323 ألف سمكة سلمون برية إلى الأنهار النرويجية، أي أقل من ثلث عددها في ثمانينيات القرن الماضي، وفق اللجنة العلمية النرويجية لإدارة سمك السلمون.
رُبطت أسباب انخفاض أعداد السلمون البرّي بتداعيات التغيّر المناخي لكنّ هناك عاملا آخرا يشار إلى مسؤوليته في تضاؤل عدد سمك السلمون البرّي، وهو تربية تلك الأسماك في المزارع البحرية التي بفضلها صُنّف السلمون ثاني أكبر منتج تصديري نرويجي يدرّ أموالا طائلة في صناعة مربحة.
بصرف النظر عن أنّ عدد سمك السلمون الزراعي في النرويج يفوق بألف مرّة مخزونات سمك السلمون البرّي، تسهم مزارع تربية السلمون ضمن أقفاص مفتوحة بتناقص أعداد السلمون البرّي.
السبب هو أنّ قمل السمك ينتشر داخل مزارع تربية السلمون. حين تهاجر أسماك السلمون البري الصغيرة من الأنهار إلى البحر، تمرّ بالقرب من تلك المزارع، لتزداد قابلية التقاطها لطفيليات القمل. عندما يلتصق القمل بسمكة برّية من السلمون يلتهم جلدها ويمتص دمها إلى أن يقتلها في النهاية، حسبما ورد عن اللجنة العلمية النرويجية لإدارة سمك السلمون.
للقضاء على هذه المشاكل وإنقاذ السلمون البرّي من كارثة الانقراض، تشتدّ المطالبة باستبدال أقفاص تربية السلمون المفتوحة حاليا على بيئتها، بأقفاص مغلقة وأكثر تكلفة.
من جانبه، وافق البرلمان النرويجي في حزيران/يونيو الفائت على مشروع قانون ينصّ على تنظيم مزارع تربية الأسماك في غضون سنتين إلى أربع سنوات، ما يُفترض أن يدفع القطاع إلى التحول إلى الأقفاص المغلقة.
من عدوّ إلى حليف للصحّة : فيروس الهربس الذي خضع للهندسة الوراثية قد يصبح علاجا لسرطان الجلد المستعصي
في الاجتماع السنوي الأخير للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، عرضت النتائج الأوّلية لعلاج تجريبي يهدف إلى إيجاد تطبيب مقنع لأحد أخطر أنواع سرطان الجلد ألا وهو الميلانوما المتقدمة المقاومة للعلاج. الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا اعتمدوا على نسخة معدّلة وراثيا من فيروس الهربس هي RP1. صمّمت هذه النسخة المعدّلة من فيروس الهربس لاستعمالها بجانب دواء nivolumab في التجارب السريرية التي شملت 140 مريضا يعانون من حالات متقدّمة من الميلانوما وكانوا استنفذوا جميع الخيارات العلاجية المتاحة بلا فائدة.
نتائج المرحلة الأولى والثانية من التجارب السريرية على النسخة المعدّلة من فيروس الهربس ومدى فاعليتها في تقديم علاج لسرطان الميلانوما أتت مشجعة جدا لأنّ ثلث المشاركين في التجارب شهدوا انكماشا واضحا في الأورام بنسبة 30% على الأقل، بينما اختفت الأورام تماما لدى 16% من المرضى.
لتأكيد تلك النتائج، ستنطلق الآن المرحلة الثالثة من التجارب على فيروس الهربس المُعدّل والقابل أن يكون علاجا للميلانوما المستعصية على العلاج. سيشارك في المرحلة الثالثة من التجارب 400 مريض.
بخصوص آلية إعطاء فيروس الهربس المعدّل وراثيا، يُحقن مباشرة في الأورام السرطانية السطحية. وباستخدام التصوير الإرشادي، يمكن حقنه في الأورام العميقة.
أمّا آلية عمله فتتميّز بأنّها مزدوجة: لا يكتفي فيروس الهربس المعدّل وراثيا بغزو الخلايا السرطانية وتدميرها من الداخل فحسب، لا بل يعمل أيضا على تنشيط الجهاز المناعي الذي يكتشف الأورام ويقضي عليها بشكل أكثر فعالية.