ظهر فيديو لقائد الحوثيين، أو جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، وهو يصرخ، ويحذر الغرب من تبعات حرق القرآن ثم يدعوهم للإسلام، لا أدري هل هذه رسالة يقصد بها "أسلم تسلم" أم ماذا؟!
الإسلام السياسي، سواء السني أو الشيعي، بعد أن ساهم هو والحكومات العربية الفاسدة في تجهيل الشعوب، وغرس فكرة نظرية المؤامرة، وأن سبب ما هم فيه اليوم هو الغرب بدون تحمل أي مسؤولية، اليوم يشن حملات على أي دولة ترفض الانصياع، والخضوع لأفكار العصور الوسطى، يريدون من هذه الدول إما أن تغير قوانينها لتصبح مثل قوانينهم، أو يحاربونها.
ويأتي الإعلام، ويساهم في نشر الجهل، ويزيد من العصبية، والغضب بين المسلمين، وهناك للأسف من يمضي وراء أي حملة بدون تفكير، وكما تعرفون شعوبنا العربية الجميلة لا تستطيع أن تتحكم في عواطفها الهيستيرية، وبدلا من الدعوة للاهتمام بالتعليم، وتفكيك الجهل، والاقتداء بدول تعرضت للتدمير مثل اليابان، ولكنها عادت قوية في سنوات قصيرة، أصبحت نظريات المؤامرة هي الطاغية. هذا الخطاب تزايد في وجود الحرب في أوكرانيا، ونجح إعلام روسيا، وغيرها في جذب عواطف الناس، واستغلال شعورهم. بينما أرى أن الإعلام الخاص بالدول الأوروبية المتحدث بالعربية فشل ربما لأنه لا يستخدم لغة الخطاب الشعبوية، وأيضا روسيا تستخدم حسابات كثيرة في السوشل ميديا تؤجج هذه الكراهية.
اليمن الشمالي -قبل الوحدة- لم يتعرض للاحتلال من الغرب، فقط من الاحتلال العثماني، وهو يعيش في مآس مستمرة بسبب أنه كان في عزلة طويلة تحت حكم الإمامة، هذا البلد لم يعرف الجامعة إلا في عام 1970، فكيف من الممكن أن يسابق بقية الأمم؟ واليوم هو تحت حكم الحوثي الذي يغير المناهج الدراسية، ويضع خرافات أفكار "السيد" يصبح الأمل في الوصول لعصر النهضة ضعيفا أو شبه معدوم.. تخيل معي الأجيال القادمة كيف ستكون؟ بينما من ينادون بأهمية الوعي، والتعليم أصبح صوتهم ضعيفاً، وكأنه داخل بئر عميق.
في وجود هذا الجهل الذي زاد كثيرا في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت الجماعات الدينية المتطرفة -سواء كانت سنية أو شيعية- تحتل دولا ومدنا أصبحت هناك فجوة كبيرة في الخطاب والتفكير، وأصبح من الصعب جداً، أو من المستحيل أن تشرح أو تفسر، وللأسف انتصرت العشوائية والغوغاء.