يقول الكاتب والشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي في كتابه " رأيت رام الله": ابدأ حكايتك من " ثانياً" تصبح سهام الهنود الحمر هي المجرمة الأصلية، وبنادق البيض هي الضحية الكاملة!
يكفي أن تبدأ حكايتك من " ثانياً" حتى يصبح غضب السود على الرجل الأبيض هو الفعل الوحشي.
يكفي أن تبدأ حكايتك من " ثانياً" حتى يصبح غاندي هو المسؤول عن مآسي البريطانيين.
يكفي أن تبدأ حكايتك من " ثانياً" حتى يصبح الفيتنامي المحروق هو الذي أساء إلى إنسانية النابالم.
وتصبح أغاني "فكتور هارا" هي العار وليس رصاص بينوشيه الذي حصد الآلاف في استاد سنتياجو.
يكفي أن تبدأ حكايتك من " ثانياً" حتى تصبح ستي أم عطا هي المجرمة وآرييل شارون هو ضحيتها.
وبمناسبة السنة الثانية لما يحصل في غزة وليس مسموحاً أن يسمى إبادة
فثانياً
إن مئات الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل بإصرار وترصد غصباً عنها كانوا مسلحين بحناجر وكلمات وكاميرات فتاكة تهدد روايتها وتنقل ما يحصل في غزة على لسان أهلها.
كما هو ثانيا ...أن كل الكوادر الطبية وعمال الإنقاذ الذين أعدمهم الجيش الإسرائيلي كانوا ينقذون حيوات الأطفال والناس في غزة وهذا بالتأكيد أمر مزعج لمن يعملون جهدهم على قنصهم ويحاولون إنهاء كل حياة فيها!
أيضا ثانياً...هند رجب ذات الخمسة أعوام لو أنها نجت لشكلت خطورة كبيرة على حياة الجنود الإسرائيليين الذين كانوا في الدبابة... لذا كان لابد لهم أن يطلقوا 355 رصاصة لتخترق جسمها فيتأكدوا من موتها وكل من كان معها من عائلتها.
ثانياً إن قصف المشافي وهدمها وإخراجها عن الخدمة هو أمر حتمي للتخلص من المقاتلين كما هو متعارف عليه في كل القوانين..
كما ثانياً والاهم أن منع دخول الطعام والشراب والأدوية كان مطلب أهل غزة ليتهموا إسرائيل بتجويعهم.
بالمناسبة: العبرة بالخواتيم