في قلب العاصمة العراقية، يواصل المعهد الثقافي الفرنسي دوره في ربط بغداد بالعالم الفرانكفوني، عبر برامجه التعليمية وأنشطة الفنية التي تفتح آفاقًا جديدة للطلبة والمهتمين بالثقافة الفرنسية.
يلوح من بعيد العلم الفرنسي فوق بناية مطلة على شارع أبي نؤاس وسط بغداد، دالًا المارة على مؤسسة ثقافية وتعليمية تعود جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي. إنه المعهد الفرنسي، الجسر الصغير الذي يربط بين حضارتين.
سامويل ميم مدير المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد:
في الواقع نُدرس اللغة الفرنسية لكافة المراحل، يتوزع بين مستوى المبتدئين والمتقدمين، والذين يتكلمون الفرنسية بشكل جيد, لكنهم يشاركون في هذه المحاضرات لتحسين اللغة وتطبيقها.
المعهد أشبه بمأوى للباحثين عن صوت جديد، عن لغة إضافية تمنحهم نافذة على العالم، هنا، يتعلم الطلبة الفرنسية خطوة بخطوة، تختلف احلامهم لكن جميعها تصبُ في مكان واحد اسمه.. فرنسا.
نور أياد، طالبة في المعهد الثقافي الفرنسي تحدثت لإذاعة مونت كارلو الدولية عن شغفها باللغة الفرنسية كون والدتها كانت مدرسة للغة، تقول أنها معجبة جدًا بالحضارة الفرنسية وآدابها وهي شغوفة بتحقيق حلمها بتحدث بالفرنسية والدخول بمعترك حياة الفرنسيين.
ويضيف الطالب محمد عبد الرزاق قائلًا:
الذي دفعني لتعلم الفرنسية هو حبي للغة، ورغبتي في الإطلاع على الثقافة الفرنسية، كوني زرت البلاد أكثر من مرة، إضافة الى عملي في القطاع التجاري فأحتاج اللغة بعملي، لكن صراحة صُدمت لأن مستوى المحاضرات التفاعلية ممتع ومفيد جدًا.
يوفر المعهد الفرنسي في بغداد برامج تعليمية متدرجة تبدأ من المستويات الأساسية وصولًا إلى المراحل المتقدمة، حيث يُعد الجهة المعتمدة رسميًا لإجراء الامتحانات الدولية الخاصة بإتقان اللغة الفرنسية.
بهاء الدين فوزي، مدرس في المعهد الثقافي الفرنسي:
مستويات اللغة في المعهد مختلفة تبدأ من A1 وصولًا الى C2 . عدد الطلبة في الفصل الواحد ثمانية عشر طالبًا فقط، الإقبال على تعلم الفرنسية جيد خصوصًا في فصل الصيف، لأن أغلب الطلبة المسجلين لدينا هم طلبة المدارس والكليات.
المعهد الفرنسي يحتضن أنشطة ثقافية متنوعة تشمل معارض للفنون البصرية، حفلاتٍ موسيقية، عروضًا سينمائية وورشًا للأطفال وتحول بذلك الى مساحة لقاء وحوارٍ تعكس الرغبة في إبقاء جسور التواصل قائمةً بين بغداد والعالم الناطق بالفرنسية.