ساحرة قطع الفسيفساء التي بقيت حاضرة في قصر هشام وبقيت شاهدة على حضارة وعراقة مضت. ٢١ لونا من حجارة فلسطين ، من القدس والخليل وبيت لحم والنبي موسى وغيرها ، تكون ٣٨ سجادة منفردة بتصاميم متنوعة من ورود وأدوات وأشكال هندسية.
أرضية الفسيفساء الاكبر في العالم تعتبر واحدة من بين ٤ مواقع تم إدراجها ضمن قاذمة التراث الاسلامي والعمل جار لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.
الفسيفساء موجودة فيما كان يعرف بغرفة الاستقبال والحمام الكبير تتخللها أعمدة حجرية جميلة.
تم اكتشاف الفسيفساء بفترة الإنتداب البريطاني في فلسطين، وبقيت مغلقة لسنوات طويلة حتى عام ٢٠٠٠ حيث بدئت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بترميمها، ومؤخرا تم إضافة سقف يغطي ويحمي أرضية الفسيفساء وتم عمل ممرات للسياح والزوار ما زاد أعدادهم بشكل لافت للتمتع بهذه الفسيفساء المميزة التي يزيد عمرها عن ال ١٣٠٠ عام في قصر كان بمثابة ضيعة زراعية شتوية للخليفة في وقت منطقة أريحا معروفة بطقسها الدافىء شتاء.
أريحا أخفض بقعة على وجه الأرض، وأقدم المدن. حواجز إسرائيلية كثيرة في الطريق من رام الله لأريحا.
وصلت إلى مدخل القصر الذي هدمه زلزال كبير، ما تبقى من الأعمدة في ساحة عند المدخل ونجمة حجرية تتوسط الساحة.
مشيت باتجاه الغرفة المسماة بغرفة الاستقبال والحمام الكبير حيث أرضية الفسيفساء الجميلة تضم 48 سجادة ورسمة مختلفة وواحدا وعشرين لونا من حجارة فلسطين.
يقول إياد حمدان، مدير وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في أريحا:
نحن نتحدث هنا عن واحدة من أكبر أرضيات الفسيفساء في العالم، تمتد على مساحة تزيد عن ثمانمائة وسبعةٍ وعشرين متراً مربعاً. ولإعداد مترٍ واحدٍ فقط من هذه الفسيفساء، يلزم أكثر من عشرة ملايين حجر صغير. كل سجادة من هذه السجاجيد تحكي حكاية، وتزدان بعناصر هندسية ونباتية متعددة. أمّا الزاوية الشمالية الغربية، فهي تحتضن واحدة من أجمل اللوحات في العالم على الإطلاق، وتُعرف باسم شجرة الحياة. تقع هذه اللوحة في ديوان الخليفة، حيث تزين الأرضية فسيفساء تمثل شجرة برتقال، وعن يمينها أسدان يعيشان في سلام، فيما يقابلها على اليسار أسد مفترس ينقض على غزال، في تجسيد رمزي للخير والشر، وللحرب والسلام.
ورغم صعوبة التنقل بين المناطق الفلسطينية وقلة السياح، إلا أن كثيرين في فلسطين يحرصون على زيارة هذا القصر.
باحث الآثار محمد منصور، تحدث لمونت كارلو عن تفاصيل القصر الأموي وأهمية قنوات المياه فيه:
كانت مساحة هذا القصر تقارب ثلاثة آلاف دونم، وكان مرتبطاً بعيون المياه الموجودة في عين السلطان وعين الديوك في أريحا، عبر نظام قنواتٍ ينقل المياه إلى داخل القصر. وكما نعلم، فإن مناخ أريحا في فصل الشتاء مميّز، لطيف ودافئ، ولذلك نشأ هذا التقليد منذ الفترة الرومانية وما قبلها، بأن تكون أريحا مقصداً ومكاناً للإقامة خلال فصل الشتاء.
أريحا وقصرها وفسيفساء ونجمتها والحضارات التي عاشت فيها كلها تجعل منها مكانا خاصا في فلسطين فقط لو أن الحركة والتنقل أقل تعقيدا ووجعا. من مدينة أريحا.