يركز الكتاب بشكل أساسي على "العلاج بالمعنى" (Logotherapy) و**"التسامي بالذات"**. ويستند إلى تجارب فرانكل الشخصية في معسكرات الاعتقال النازية، حيث يوضح أن الإنسان يمكنه إيجاد معنى لحياته حتى في أقسى الظروف والمعاناة. يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء رئيسية:

الجزء الأول: خبرات في معسكر اعتقال:
- يستعرض هذا الجزء تجارب السجناء في معسكرات الاعتقال، بما في ذلك ردود الفعل النفسية الأولى، الخدر العاطفي (البلادة والموت الانفعالي)، وفكرة الانتحار، والإحساس بالعدم.
- يوضح كيف أن السجناء الذين فقدوا كل رجاء في النجاة، كانوا يستطيعون إيجاد معنى لحياتهم من خلال حبهم لأشخاص آخرين أو أعمالهم.
- يبرز أهمية الرغبة في الحياة والحفاظ على كرامة الذات حتى في ظروف القهر والموت الوشيك.
الجزء الثاني: المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى:
- يقدم نظرية العلاج بالمعنى، التي ترى أن الإنسان يبحث عن المعنى كقوة دافعة أساسية في حياته، وليس فقط المتعة أو القوة.
- يناقش مفاهيم مثل الإحباط الوجودي (Existential Frustration) والعصاب المعنوي (Noögenic Neurosis)، والتي تنشأ عن الشعور بفقدان المعنى في الحياة.
- يتناول الفراغ الوجودي (The Existential Vacuum) كظاهرة منتشرة في العصر الحديث، وتجليه في الملل واللامعنى واللامبالاة.
- يشرح طرق إيجاد معنى للحياة من خلال العمل، الحب، ومواجهة المعاناة.
الجزء الثالث: التسامي بالذات:
- يركز على التسامي بالذات كظاهرة إنسانية، وهو القدرة على تجاوز الذات والتحرر منها.
- يتضمن تعليقاً على أبحاث الدكتور فرانكل من قبل أبراهام ماسلو.
- يشدد على أن السعي وراء السعادة أو اللذة ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو نتيجة لتحقيق المعنى.

بشكل عام، يؤكد الكتاب على حرية الإنسان في اختيار موقفه تجاه الظروف الخارجية والمسؤولية تجاه تحقيق معنى حياته، حتى في أصعب الأوقات. يرفض فرانكل الحتمية البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ويؤكد على أن الإنسان كائن قادر على تجاوز هذه الظروف.

الانسان يبحث عن المعني