من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم 18 تموز يوليو 2025، اتفاق السويداء في سوريا خصوصا في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما الدور الذي تلعبه إسرائيل لتقسيم سوريا الى كانتونات كما تناولت الصحف الملف النووي الإيراني والوضع في الخرطوم بعد حرب دامت لأكثر من عامين.
تساءلت الصحيفة ما إذا كان اتفاق السويداء سيطبّق ويصمد مشيرة الى تجربتين الأولى كانت في جرمانا، حيث طبّق بشكل تام وتجنّب الدروز والسنّة سيناريو الحرب المفتوحة، أما النموذج الثاني فكان السويداء، حيث لم يطبّق الاتفاق أوّل مرّة واستمر الانسداد السياسي حتى وصل إلى الانفجار الأخير بحسب الصحيفة.
واقع المنطقتين مختلف ففي جرمانا، يعيش الدروز والسنّة بأعداد كبيرة وبمناطق متداخلة، لكن في السويداء، الغالبية الساحقة درزية، وقد جرى تواصل بين بعض المرجعيات الدينية وإسرائيل التي زرعت أفكار الانفصال وإقامة "الدولة الدرزية"، فتخلف من اقتنع بذلك عن الالتزام دائما بحسب الصحيفة.
وبفعل المتغيّرات باتت السلطات السورية مضطرة للالتزام بالاتفاق الجديد ومنح الدروز خصوصية محدّدة بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت القصر الرئاسي ورئاسة الأركان.
وخلصت الصحيفة الى ان نجاح هذا الاتفاق يحتاج إلى جهود استثنائية وردم فجوة الثقة، خصوصاً من السلطات السورية التي ارتكبت انتهاكات بحق الدروز.
بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول / ديسمبر 2024، عمّت أجواء الفرح أوساط السوريين، خصوصاً في السويداء التي شكّلت رمزاً للمقاومة بحسب ما ذكرت الصحيفة.
توحدت الفصائل المعارضة من الشمال والجنوب في دمشق، وسط مشاركة درزية فاعلة في تأسيس الجمهورية الجديدة. في المقابل، تقول الصحيفة إن إسرائيل كثّفت هجماتها ودعمت مشاريع انفصالية في البلاد.
وترى الصحيفة أن إسرائيل انتهزت الظروف الاقتصادية الصعبة في محافظة السويداء، حيث انبثق، بشكل مفاجئ ما سمّي «بمجلس السويداء العسكري»، الذي ضمّ عناصر من فلول النظام السوري السابق، وأظهر ميلا متزايدا لدعم دعوات الانفصال عن الوطن السوري الأم والتعاون مع إسرائيل.
وأشارت القدس العربي الى مقال نشر في صحيفة «هآرتس» يرى أن إسرائيل تسعى لاستخدام دعمها دروز سوريا كوسيلة للدفع بخطة تقسيم البلاد إلى «كانتونات»، درزي في الجنوب، وكردي في الشمال، وربما علويّ في الغرب، وهي خطط تبدو ورديّة إذا رفعت تحت شعارات الفدرالية واللامركزية، لكنها ليست غير وصفة لحروب أهلية ودمار ما بعده دمار بحسب الصحيفة.
أفاد تقييم أميركي بأن الضربات الجوية الأخيرة على إيران دمّرت أحد مواقع التخصيب النووي الثلاثة، وألحقت أضراراً جزئية بموقعيْن آخرين يمكن استئناف العمل فيهما خلال أشهر. ويشير التقرير إلى أن ضربة فوردو عطلت التخصيب لعامين، ضمن مراجعة شاملة للبرنامج النووي الإيراني.
وكشفت شبكة "أن بي سي نيوز" أن القيادة المركزية الأميركية وضعت خطة موسعة لضرب إيران تشمل مواقع إضافية، لكن الرئيس ترامب رفض تنفيذها لتجنب الانخراط العسكري العميق، مشيرة الى أن نقاشا دار حول توجيه ضربات جديدة إذا لم تستأنف طهران المفاوضات النووية.
وفي السياق نفسه أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن "عملية مطرقة منتصف الليل" قضت على القدرات النووية الإيرانية،لافتة الى أن أميركا والعالم أكثر أماناً بفضل تحرك ترامب الحاسم، بينما أشار مسؤولون إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية دُمّرت بالكامل، مما يُصعّب إعادة بناء المنشآت.
المدينة التي كانت ترمز للحداثة والجمال، تقف اليوم على أطلال الدمار وهي تحاول النهوض مجدداً، بحسب ما كتبت وجدان طلحة التي تجولت بين المباني المُدمَّرة التي تشهد على ضراوة الحرب التي دامت أكثر من عامين.
النقل العام في المدينة يشهد أيضا عودة حَذِرة ففي محطة المواصلات الرئيسة وسط الخرطوم.
على صعيد مؤسسات الدولة تُعدّ وزارة الداخلية، أكثر الوزارات انتشاراً في الخرطوم، وتشهد حركة نشطة لعناصرها، في حين يلاحظ بدء عمليات إعادة ترميم مؤسسات حكومية أخرى عدة، في أنحاء الخرطوم. فالمجلس التشريعي الخرطوم، وعلى رغم الدمار الذي لحق به، فإن بعض الموظفين يعملون فيه دون كهرباء أو مياه، بينما يبدو مبنى هيئة الكهرباء الأخضر القريب من المكان وهو محترق تماماً.
وخلصت الصحيفة الى أنه رغم الخسائر الكبيرة والدمار الواسع، بدأت الخرطوم تنهض ببطء لكن بثقة، بعودة المحال والأسواق، وصيانة المساجد والمباني الحكومية، كلها إشارات إلى أن المدينة التي عاشت جراح الحرب، لا تزال قادرة على النهوض، بدعم أبنائها وعزيمتهم.