عناوين النشرة العلمية :
- التنقيب في أعماق البحار قد ينسف الحياة البحرية مسمّما الأسماك بالمعادن
- جهاز الرنين المغناطيسي يقدّم صورا غير مسبوقة لدماغ الأطفال
- النقوش الهيروغليفيّة المُكتشفة حديثا داخل الهرم الأكبر في مصر تظهر أنّ عمّال بنائه لم يكونوا عبيدا، بخلاف الاعتقاد السائد
أعمال التنقيب في أعماق البحار قد تلحق أضرارا كبيرة وغير هامشية بالحياة البحرية إذ أنّ الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل سمك أبو سيف وأسماك القرش تتراكم المعادن السامّة في أجسامها نتيجة التعدين البحري، كما جاء في مضمون دراسة نفّذتها الوكالة الأسترالية للبحث العلمي CSIRO التي عاينت بيانات مأخوذة من قاع المحيط الهادئ.
أتى تمويل هذه الدراسة من الشركة الكندية The Metals Company التي تسعى إلى أن تكون أوّل شركة تعدين بحري تستغلّ حصى العقيدات متعددّة المعادن من المياه الدولية، وتحديدا من منطقة Clarion-Clipperton، الواقعة بين المكسيك وهاواي. في هذه المنطقة، إنّ العُقيدات متعدّدة المعادن، التي هي عبارة عن حصى تحتوي على مستويات متفاوتة من المنغنيز والكوبالت والنحاس والنيكل تغطّي مساحات شاسعة من قاع المحيط الهادئ.
لم تتوصّل بعد شركات التعدين إلى أفضل طريقة لاستخراج العقيدات التي تقع على عمق خمسة كيلومترات أو أكثر.تتركّز جهود شركات التعدين على اعتماد طريقة لشفط العقيدات بواسطة آلات روبوتية تمسح قاع المحيط لكن على ضوء الدراسة التي قدّمتها الوكالة الأسترالية للبحث العلمي اتّضح أنّ تلك الممارسات لشفط العقيدات سيكون لها انعكاسات لجهة الانخفاض الكبير في أعداد أنواع بحرية من قبيل خيار البحر والديدان البحرية ونجم البحر والقشريات.
بعد عام واحد من شفط العقيدات، تبيّن في الدراسة أنّ بعض الأنواع تتعافى جزئيا، لكن الكائنات الصغيرة التي تتغذّى على الرواسب أظهرت "تعافيا ضئيلا جدا". العالم Piers Dunstan ، المشرف العام على الدراسة التي نتطرّق إلى فحواها، لفت إلى أنّ عمليات التعدين المختلفة لها انعكاسات محلّية خطرة حين نعلم أنّ المعادن السامّة تنتهي بالتراكم داخل الأسماك المفترسة التي تعرّضت لفترات طويلة للرواسب الناتجة عن عمليات الحفر.
هل بعض الأمراض العصبية-الدماغية لدى الأطفال ستتوفّر لها علاجات بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي ؟
الجهاز القوي للتصوير بالرنين المغناطيسي الموجود ضمن مركز هيئة الطاقة الذرية والطاقات البديلة الكائن في منطقة Essone على بعد ساعة بالسيّارة من باريس، وفّر منذ العام 2007 صورا بالغة الدقّة لدماغ البالغين. في تقدّم تكنولوجي، تمكّن الباحثون في هذا المركز من تكييف تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لاستخدامها لدى الأطفال والحصول على موافقة السلطات الصحية بعد سنوات عدّة من البحث والتطوير.
تعريض دماغ الأطفال للتصوير بالرنين المغناطيسي بقوة سبعة تسلا بدل قوّة 1,5 أو 3 المعتمدة في أبحاث المستشفيات، سيوفّر معطيات تتيح تحسين الفهم لاضطرابات النمو العصبي وأمراض الدماغ لدى الأطفال.
على مستوى القشرة الدماغية، "قد تكون هناك تشوهات صغيرة مسؤولة عن بعض حالات الصرع لدى الأطفال، وعندما يتم اكتشافها مبكرا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن في بعض الحالات اقتراح الجراحة التي يتم فيها إزالة الخلل ويُشفى الطفل من الصرع. وكلما حصل ذلك في وقت مبكر، كانت النتائج أفضل"، حسبما ورد على لسان طبيب أعصاب الأطفال David Germanaud الذي هو باحث أيضا في مركز هيئة الطاقة الذرية والطاقات البديلة.
من الأمثلة الأخرى المتعلقة بحسنات تصوير دماغ الأطفال بالرنين المغناطيسي، سيساعد هذا التطبيق الأطبّاء على أن يفهموا بشكل أوسع، مرضا آخرا مرتبطا بالنمو الدماغي ويكون ناجما عن التعرّض للكحول قبل الولادة. في متلازمة الكحول الجنينية، قد تظهر على الأطفال علامات جسدية، إنّما في حال لم تظهر العلامات الجسدية، تؤثر الكحول على نمو أدمغتهم التي تكون مشوّهة إذ تستطيع صور الرنين المغناطيسي دون سواها أن تكشف التشوّه.
في مشروع بحثي سيستغرق ثلاث سنوات من أجل دراسة المخيخ والقشرة الدماغية لنحو مئة طفل، سينفّذ الباحثون في مركز هيئة الطاقة الذرية والطاقات البديلة في فرنسا تجارب على ثلاث مجموعات تضم كل منها حوالى 30 طفلا.
ستكون المجموعة الأولى مؤلفة من أطفال مصابين بالصرع، والثانية من أطفال يعانون من اضطراب طيف الكحول الجنيني، والأخيرة ستكون مجموعة مراقبة، مما يتيح دراسة النمو السليم للمخيخ.
سواعد العبيد لم تكن هي التي بنت الهرم الأكبر
داخل الهرم الأكبر، أكثر الأهرامات غموضا في العالم، وجد فريق من علماء الآثار بقيادة عالم المصريات، الدكتور زاهي حواس نقوشا تعود إلى فرق من العمّال المهرة من القرن الثالث عشر قبل الميلاد. كما عثر الفريق على مقابر جنوب الهرم، تضم تماثيل لعمال وهم يصقلون الأحجار، ومجموعة ألقاب هيروغليفية تدلّ على مهنهم الواحدة تلو الأخرى. أطاحت هذه الأدلّة بما رواه المؤرخون اليونانيون القدماء عن بناء الهرم بسواعد 100 ألف عبد.
نقلا عمّا جاء على لسان الدكتور حواس، كان العمّال الذين بنوا الهرم الأكبر حرفيين مهرة، يعملون بأجر، ويحصلون على يوم إجازة كل عشرة أيام. لو كان هؤلاء العمال عبيدا، لما دُفنوا في هذه المقابر الفخمة التي كانت حكرا على الملوك والملكات.
تحليل عظام الحيوانات التي وجدت في "مدينة العمال" بجانب الهرم، بيّنت بالاستناد إلى تصريحات الدكتور حوّاس أنّ النظام الغذائي لهؤلاء العمال كان غنيا، حين نعي أنّ إطعام نحو 10 آلاف عامل كان يتطلّب ذبح 11 بقرة و33 ماعزًا يوميًا، وهو ما يخالف الاعتقاد السائد بأنّ غذاء العمّال كان فقيرا وكان يقتصر على تناول الخبز والثوم والبصل فقط.