تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران،وآمال التوصل إلى حل دبلوماسي عبر التفاوض،إضافة إلى التجارب الفاشلة للغرب في عمليات إسقاط الأنظمة عبر التدخل العسكري ،من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 21 حزيران/يونيو 2025
لوفيغارو:التجارب الفاشلة لتغيير الأنظمة عبر التدخل الخارجي في أفغانستان والعراق وليبيا
أشارت الصحيفة إلى أنه منذ استهداف إسرائيل لمبنى التلفزيون الرسمي الإيراني، بات من الواضح بشكل متزايد أن أحد أهداف بنيامين نتنياهو هو تسريع سقوط النظام الإيراني. لكن هذه الفرضية تثير ردود فعل متباينة داخل إيران وخارجها.
ولا يمكن إنكار أن التدخل العسكري الغربي في أفغانستان والعراق وليبيا جاء بنتائج عكسية تمامًا، حيث خلف الكثير من الفوضى وعدم الاستقرار، ورغم أن الوضع في إيران يختلف بشكل كبير عن الحالات السابقة، يرى الخبراء أن إيران — باعتبارها حضارة عريقة وبلدًا يتمتع بمستوى عالٍ من التعليم — تمتلك من المقومات ما يُمكنها من الصمود أمام الهزات التي قد تترتب على أي تغيير في النظام، أكثر بكثير مما كان عليه الحال في العراق عام 2003.
لاكروا :نتنياهو وإيران: من يملك كبح التصعيد؟
يرى ميشيل دوكلو، السفير الفرنسي السابق في سوريا، أن بنيامين نتنياهو يتمتع بحرية واسعة جدًا في تحركاته، ففي الأزمات السابقة مثل عام 2006 في لبنان كان الأمريكيون يضعون حدًا سريعًا للتصعيد، ويهددون بإيقاف دعم تل أبيب، لكن منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، لم تعد واشنطن تلعب هذا الدور، ويبدو أن دونالد ترامب يعيش في إرث جو بايدن، ويضيف دوكلو أن فالعديد من الدول تعبر عن أسفها أو تندد بالهجوم الإسرائيلي على إيران ليست صادقة في إداناتها، وخاصة الدول العربية. في المقابل، تسعى الدول الأوروبية إلى إعادة النزاع إلى المسار الدبلوماسي، رغم وجود خلافات ملحوظة في وجهات النظر، والخلاصة هي أن دونالد ترامب هو من سيؤثر فعلا على مسار هذه الحرب.
لومانيتيه أجرت مقابلة مع العالمة الاجتماعية أزاده كيّان حول الحرب بين إيران وإسرائيل
تقول أزاده كيان إن الإيرانيين يعيشون حالة من الصدمة. فغالبية ضحايا هذه الحرب هم من المدنيين رغم أن نتنياهو يدعي استهداف مواقع نووية وعسكرية، لكن غضب الإيرانيين تتجه أيضًا نحو النظام الإيراني، فلا وجود لملاجئ تحميهم من القصف، ولا يتمتعون بأي نوع من الحماية، سواء في طهران أو في أي مكان آخر داخل إيران، وتضيف أن أجهزة الأمن تواصل قمع جميع أشكال المعارضة. حيث تم اعتقال صحفي يوم الثلاثاء الماضي بعد تقرير ميداني من الأحياء التي دمرتها الغارات الإسرائيلية. كما تستمر الاعتقالات بحق ناشطات في حقوق المرأة، بالإضافة إلى اعتقال حوالي عشرين شخصًا بتهم التجسس لإسرائيل دون أدلة واضحة.
وشددت كيان على أن الشعب الإيراني يرفض أي تدخل خارجي مهما كان اختلافه مع النظام، وتساءلت كيف يطلب منا دعم هذه المغامرة الخطيرة، مغامرة مجرم حرب مثل نتنياهو، الذي ينفذ خطة إقليمية تتعارض بوضوح حتى مع مصالح الشعب الإسرائيلي
لوبينيون : علي خامنئي بين الإيديولوجيا والعقلانية
نقرأ في هذا المقال أنه بعد ثمانية أيام من الغارات الإسرائيلية، لا يتراجع علي خامنئي عن نهجه الأيديولوجي. حيث يرفض المرشد الأعلى الإيراني طلب «الاستسلام غير المشروط» الذي طرحه دونالد ترامب، ويشرح الباحث الإيراني كليمان تيرم، أن إيران نظام ديني عابر للحدود الوطنية،ويدرك خامنئي أنه قد يُغتال في خضم هذا الصراع. لكن بالنسبة له، يجب على الإيرانيين مواصلة الثورة الإسلامية التي بدأت عام 1979.
وتوضح الصحيفة أنه إلى جانب بُعده الأيديولوجي، يمتلك المرشد الأعلى، جانبًا من العقلانية. ففي ظل الضربات التي تزعزع أسس النظام وتهدد بإسقاطه، وافق على إرسال وزير خارجيته إلى جنيف، للتباحث مع الأوروبيين بشأن خارطة طريق تهدف إلى خفض التصعيد.