في مواجهة أزمة المناخ، يُعتبر التعاون والابتكار التكنولوجي المفتوح أمران أساسيان لتعزيز وسائل النقل الكهربائية النظيفة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة وصون الأرض وتقليص الأخطار المرتبطة بالكوارث الطبيعية. تُتّهم وسائل النقل العاملة بمحرّك حراري يحرق الوقود النفطي بأنّها مسؤولة عالميا عن أكثر من ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة للتغيّر المناخي.
وفقا للمجلس الدولي للنقل النظيف ICCT، قد تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن المركبات البرّية ذروتها هذا العام لتصل إلى عتبة 9 مليار طن. من هنا وللامتثال لاتفاقية باريس الدولية للمناخ، يتعيّن على قطاع النقل البري العالمي أن يقلّص الحجم السنوي لانبعاثاته من غازات الدفيئة إلى 2.3 جيجا طن بحلول العام 2050.
لذا لا تزال هناك حاجة إلى إحراز تقدّم عالمي في التحول إلى المركبات الكهربائية، لا سيما في الصين وإندونيسيا والبرازيل والولايات المتحدة بعدما أخذ الاتحاد الأوروبي قرار تطبيق حظر بيع السيارات العاملة بمحرّك حراري بدءا من العام 2035 بمعارضة متزايدة من اليمين الأوروبي وقطاع السيارات المتعثّر. علما بأنّ كندا والمملكة المتحدة وعلى غرار الاتحاد الأوروبي وضعتا أهدافا لمنع بيع سيارات البنزين والديزل في السنوات المقبلة.
عربيا، تبذل بعض الشركات جهودا جبّارة لتطوير وابتكار وسائل نقل كهربائية مستدامة من قبيل الشركة المغربية Neo Motor التي تسعى إلى تطوير طراز دفع رباعي يعمل بالكهرباء وهو E-Neo. إلى ذلك نذكر الشركة القطرية "إيكو ترانزيت" مع مركباتها الكهربائية الخفيفة والثقيلة تحت العلامة التجارية VIM. أمّا في سلطنة عمان فبرزت شركة Mays Motors مع سيّارتها الكهربائية Mays-alive في حين ظهرت الشركة السعودية Ceer Motors كعلامة تجارية سعودية متخصصة في السيارات الكهربائية.
في النقل الصغير والنظيف تجاه البيئة، تتقدّم بخطوات ثابتة الشركة الناشئة التونسية Bako Motors التي تصنّع عربات كهربائية صغيرة بأربع عجلات Quadricycle لنقل البضائع والطرود والطعام داخل المدن. شقّت Bako Motors سوقا لها في السعودية لكي تنوب في المستقبل القريب عن الدراجات النارية الحرارية الناقلة للطرود في المملكة. هذا ما أوضحه لنا، خلال لقائنا به في معرض Vivatech للتكنولوجيا، رئيس الشركة ومهندس الإلكترونيات الريادي، بوبكر سيالة، الذي عمل لسنوات طوال لدى شركة BMW في ميونيخ
https://bakomotors.com/accueil
قريبا، ستشهد شوارع باريس حركة مرور لمركبات Bako التي تلقّب في تونس بالنحلة Bako bee وفق ما أعلمنا به رئيسها العام بوبكر سيالة الذي رغب بتخليد ذاكرة والدته فأعطى عربته اسم كنيته طبقا للكنية التي كانت أمّه تناديه بها.
تُصنع في تونس الغالبيةُ العظمى من قطع غيار عربة النحلة Bako، كما لفت إليه في التسجيل الصوتي، بوبكر سيالة.
تصل الكلفة التشغيلية لعربة Bako في المائة كيلومتر إلى واحد يورو ما يعتبر إنجازا تكنولوجيا رائعا على صعيد الأداء والكفاءة كما أشار مهندس الإلكترونيات بوبكر سيالة.