تناولت الصحف والمواقع العربية اليوم 02 جوان /حزيران 2025 عدة مقالات من بينها تحدى تطبيق الإصلاحات التي تواجهها حكومة سلام في لبنان وموضوع عن خطر تفكك السودان في ظل استمرار الحرب .
أفاد موقع المدن انه لا يمكن للبنان أن ينظر بعين تبسيطية للزيارة التي أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، والإعلان السعودي القطري المشترك عن دعم سوريا بمجالات مختلفة، ولا سيما لموظفي الإدارة العامة، إلى جانب الكثير من الاستثمارات التي تضطلع بها الدولتان مع اندفاعة أميركية كبيرة تجاه سوريا. فواشنطن التي تنظر إلى المنطقة بعين التحالف أو التشارك مع تركيا والسعودية، سلّمت الملف السوري إلى سفيرها في أنقرة توم باراك، وهو اللبناني الأصل. يأتي ذلك على وقع مفاجأة أميركية تتصل بإزاحة الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس، والاستعداد لتعيين شخصية بديلة عنها، وسط معلومات تفيد بإمكانية توسيع دور توم باراك.
وأوضح موقع المدن ان تدفق المساعدات والاستثمارات باتجاه سوريا، بينما تغيب عن لبنان، الذي لا تزال الشروط هي التي تتصدر ساحته، من دون إغفال بروز المزيد من الأزمات الداخلية، هنا تختلف المقاربة اللبنانية عن المقاربة السورية. ففي سوريا رجل، واحد، وقرار، واحد. يقول موقع المدن أما في لبنان فإن التوازنات السياسية وتعدد مراكز القرار وتصارعها، هي التي تحول دون وضع تصور واضح والعمل على إنجازه، خصوصاً في ظل تضارب كبير بالمصالح السياسية بين القوى المختلفة.
أوضح عبد الله الردادي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط ان سوريا اليوم أمام لحظة شبيهة بالتجربة الجنوب أفريقية، بل ربما أكثر ثراءً بالفرص إذا ما أُحسن استثمارها؛ فالدول الصديقة، لا سيما من الإقليم، لم تتأخر في التعبير عن دعمها؛ فالسعودية سعت بقيادة ولي عهدها إلى رفع العقوبات عنها، مستثمرة حسن العلاقة والشراكة مع الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، ليزور بعدها بأقل من شهر وزير الخارجية السعودي سوريا مع وفد اقتصادي رفيع المستوى لتعزيز العلاقة الاقتصادية، وهي وقطر بادرتا إلى تقديم دعم مالي مباشر لموظفي القطاع العام، وسدّدتا المستحقات السورية لدى البنك الدولي، بما يفتح المجال أمام عودة دمشق إلى مؤسسات التمويل العالمية.
وتابع الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط ان الكويت عبّرت أيضا عن رغبة واضحة في الاستثمار في إعادة الإعمار، ليزور بعدها الرئيس السوري الكويت بدعوة من أميرها. وتركيا بدأت تحشد شركاتها للمشاركة في المشاريع التنموية داخل سوريا، خصوصاً في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية.
ويقول عبد الله الردادي جانَبَ الدعم الخارجي لسوريا، روحٌ جديدة متفائلة في الداخل السوري؛ فالجيل الشاب الذي عاش في قلب المعاناة، يتطلع اليوم إلى مستقبل مختلف، مبني على الشراكة، والعمل، والانفتاح على العالم.
نقل الشفيع خضر السعيد في مقال له في صحيفة القدس العربي عن احد التقارير ان استقلال جنوب السودان حل سؤالاً واحداً، لكنه لم يحل الأسئلة الأخرى. والتحدي الأساسي أمام السودانيين هو ما إذا كانت المعضلات الوطنية تُحل بالحوار أم بالقتال. من جانبي يقول الكاتب، وتعليقا على هذه النقطة أقول إن التحدي الرئيسي الذي واجهه السودانيون في فجر الاستقلال كان كيفية الإجابة على أسئلة بناء دولة ما بعد الاستقلال المتمثلة في:
ما هي طبيعة النظام السياسي وشكل الحكم الذي يضمن تقنين الاعتراف بالتعدد الإثني والديني والثقافي، والذي يرتكز على أسس النظام الديمقراطي التعددي المدني، بما يحقق اقتساما عادلا للسلطة بين مختلف مكونات السودان القومية والجهوية، ويحقق ممارسة سياسية وديمقراطية ملائمة لواقع البلاد؟
وأوضح الكاتب في صحيفة القدس العربي من هنا استدامة الأزمة الوطنية العامة والتي طبعت كل أوجه الحياة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية، في البلاد بميسمها، وتجلت مظاهرها في تفاقم واستدامة الحرب الأهلية، وسيطرة أنظمة الاستبداد والطغيان، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وانفصال جنوب السودان، واحتمال بروز دعوات بالإنفصال في مناطق أخرى. وما لم يتم التصدي لهذه الأسئلة الرئيسية لن يشهد السودان استقرارا، بل سيظل في الوحل ويتهدده التفكك والتفتت.