تناولت الصحف والمواقع العربية اليوم 28ماي/ايار 2025 عدة مقالات من بينها تطورات الوضع في العاصمة الليبية طرابلس ومقال عن مستقبل العلاقات الروسية الامريكية على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي حيال الرئيس الروسي.
يرى سمير الزبن في صحيفة القدس العربي ان النظام السوري الذي سقط وترك وراءه بلداً مدمراً، لم يدمر البلد ويرتكب جرائم الحرب في حق شعبه فحسب، بل حطم الجغرافية السكانية للبلد بالتجريف السكاني أيضاً.
وتابع الكاتب في صحيفة القدس العربي ان سوريا تحتاج إلى حوار وطني حقيقي وعميق ومستمر، من أجل تأسيس وطنية سورية جديدة، وليس إلى مؤتمر للحوار مبستر وتبريري، كالمؤتمر السريع الذي عقدته السلطة الجديدة في دمشق، فالحوار الوطني، ليس انتقاء مجموعة متحاورين من بطانة السلطة الجديدة ومقربيها، وعقد جلسة لساعات، والخروج ببيان بائس.
فالحوار الوطني في البلدان التي عانت صراعات دموية لفترات طويلة، يضيف الكاتب لا بد له من أن يكون حوارا دائما بين الجميع، وعلى كل القضايا الوطنية الأساسية، وليس المطلوب منه بيانات تبريرية لسلطة استئثارية، بل بناء هوية وطنية جديدة، وهذه لا تُبنى في يوم وليلة وفي جلسة حوار يتيمة، بل هي عملية مستمرة بين كل المكونات السياسية والاجتماعية في البلد.
اعتبر جمعة بوكليب في صحيفة الشرق الأوسط ان الحرب الأخيرة في طرابلس أبانت عن أشياء كثيرة -لم تكن سرّاً مخفيّاً في الحقيقة- بأن أظهرتها إلى السطح، وجعلت الأمور تبدو أوضح من الوضوح أمام الليبيين في كل مناطق ليبيا ومدنها. وذلك بتأكيدها أن الأزمة وصلت إلى درجة من التعقيد والتأزم، بحيث لا سبيل للخروج منها بالتفاوض مثلاً أو بالتوافق والتصالح، لأن الجسور أحرقت أو دُمرت. وبالتالي، فإن الحلَّ العسكري يكاد يكون، بحسب راي الكاتب، هو المنفذ الوحيد المتبقي أمام كل الفرقاء.
وتابع الكاتب وما لم يحدث ذلك، فإن الأزمة قد تستمر على المنوال نفسه، وتزيد في حدّة الخصومة بين كل الفرقاء ربما إلى ما لا نهاية. وهو أمر غير مقبول، إن لم يكن في عداد المستحيل، كونه ينعكس على كل البلاد سلبياً، بإصابتها بالشلل.
وأوضح جمعة بوكليب في صحيفة الشرق الأوسط ان المظاهرات السلمية الشعبية بحسبه، لن تقود إلى رفع رئيس الحكومة في طرابلس الراية البيضاء، والقبول بالخروج من المسرح، وفي الوقت نفسه لن تزحزح قادة الجماعات المسلحة في المدينة عن مواقعهم مقدار بوصة واحدة، بأن تقنعهم بتسليم أسلحتهم ومعسكراتهم للحكومة. واستمرارها سوف يرفع من درجة حرارة الخصومة، ويزيد من سكب الزيت على نار العداوة المشتعلة.
تقول افتتاحية صحيفة الخليج الامارتية إنه خلفية تطور لافت في مسار العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك في مسار الوساطة الأمريكية بشأن أوكرانيا، يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تشعر أن وساطتها لوضع نهاية للحرب الأوكرانية لا تسير كما كان يأمل ترامب، وبالتالي بات يشعر باليأس من إمكانية تحقيق اختراق يمكن أن يفضي إلى استئناف المفاوضات وتحقيق وقف إطلاق النار وصولاً إلى السلام.
وأوضحت الافتتاحية ان كلام ترامب عن الرئيس الروسي قد يكون بسبب عوامل داخلية وخارجية، أبرزها ضغط الرأي العام الأمريكي، وازدياد الانتقادات داخل الكونغرس، سواء من الديمقراطيين أو حتى من بعض الجمهوريين كما يرى الكاتب والباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف، لكنها ليست انعكاساً لتحول حقيقي، بل هي استجابة ظرفية للضغوط الداخلية، ونتيجة لشعور من ترامب بأن مسار التسوية الذي يقوده بطيء جداً، ولعل تصريحاته تؤدي إلى تعديل المسار بشكل إيجابي، خصوصاً أن رد الفعل الروسي لم يكن سلبياً تجاهه،
على الأرجح لن يكون وصف ترامب لبوتين ب«المجنون» أكثر من «عاصفة في فنجان» العلاقات بينهما، طالما أن موسكو رأت فيه مجرد «رد فعل عاطفي»، وأكدت تمسكها بالعملية السلمية والعمل على وضع مسودة لاتفاق سلام محتمل ينهي الحرب.