اندلعت المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان في السابع من أيار/ مايو الحالي إثر قيام الهند بشن ضربات صاروخية على باكستان في "عملية سندور". وجاءت العملية ردًا على هجوم باهالغام، في 22 أبريل في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية.
واذا كان هذا الهجوم وراء شرارة نزاع 2025 والسبب المباشر له، إلا ان له أبعاداً اخرى متصلة بصعود التيار القومي الهندوسي الموصوف بالمتطرف، وممارسات التمييز داخل الهند.
واللافت ان المواجهة بين قوتين نوويتين انتهت من دون تصعيد قاتل، بسبب الردع المتبادل والملاحظ كما في كل الحروب الحديثة برزت اسلحة المسيرات والصواريخ المضادة للطائرات، ومركزية سلاح الجو.. وفي هذ النطاق برز دور الصين نظرا لحجم المشاريع العسكرية الصينيه الباكستانية المشتركة في مجالات الطيران، الدروع، القوى البحرية، والصواريخ.
على صعير أشمل، نلمس دور الصين في خلفية النزاع لأن الصين تعد الشريك الدفاعي الأول لباكستان، حيث تشمل الشراكة نقل التكنولوجيا، الإنتاج المشترك، وتطوير القدرات الذاتية. وتُعتبر مجمعات مثل مجمع الطيران في كامرا ومصنع الصناعات الثقيلة في تاكسيلا مراكز رئيسية لهذا التعاون.
على الصعيد العسكري، تمكن الجيش الباكستاني من مقاومة الهند، بفضل الطائرات والطائرات بدون طيار والصواريخ الصينية. في اول "اختبار واقعي" للمعدات الصينية. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 40 عامًا التي تتمكن فيها الصين من تقييم أسلحتها في قتال حقيقي في مواجهة أنماط اخرى من التسلح.
لا تعتمد الصين فقط على أسلحتها في الصراع الهندي الباكستاني. بل تستخدم أيضاً "دبلوماسية المياه" لصالح إسلام آباد، التي تعتمد على بكين في توفير احتياجاتها من المياه.
وفي مواجهة عدوها التاريخي الهند، تشكل المياه نقطة ضعف إسلام آباد. وبرز ذلك خلال أخطر مواجهة عسكرية بينهما منذ عقدين من الزمن، عندما أعلنت نيودلهي تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند الموقعة في عام 1960 مع باكستان، وهدد رئيس الوزراء ناريندرا مودي جارته "بقطع المياه" عن الأنهار التي تعبر الهند قبل ري باكستان، وخاصة إقليم البنجاب ــ رغم أن الزراعة الباكستانية تعتمد على هذه المياه بنسبة تقرب من 80%.
وهنا مرة أخرى، تقدم الصين لباكستان بداية الحل: فقد وعدت بكين بتسريع العمل لاستكمال بناء السد الكبير "مشروع مهمند للطاقة الكهرومائية" مع محطة الطاقة الكهرومائية التي تبلغ قدرتها 800 ميجاوات في شمال غرب البلاد. ويعد هذا مشروعاً حيوياً بالنسبة لباكستان،
تعتبر الصين الهند خصماً استراتيجياً وجارا لدودا، بينما تراهن على باكستان حليفها التاريخيّ وابرز محطات طرق الحرير الجديدة . ومما لا شك فيه ان هذا التموضع الصيني له وزنه الكبير في نزاع مزمن يتسم بالاستعصاء.