سفر التثنية، الإصحاح الرابع والعشرون✝️ – عدد الآيات 22.
في مشهد يعكس دقة الشريعة واهتمامها بالتفاصيل الأخلاقية والاجتماعية، يضع هذا الاصحاح حدودًا واضحة لعلاقة الرجل بالمرأة. إذا تزوج رجل بامرأة ثم لم تجد نعمة في عينيه، يحق له أن يكتب لها كتاب طلاق ويُطلقها. ولكن إن تزوجت من آخر ثم فارقها هذا الزوج، سواء بالطلاق أو الموت، لا يمكن للزوج الأول أن يعيدها، فقد صارت “منجّسة” له، وهذا أمر مرفوض في عين الرب.
أما من يتزوج امرأة جديدة، فله امتياز خاص: لا يخرج للحرب ولا يُكلّف بأعباء، بل يُمنح عامًا كاملًا ليُسعد زوجته.
وتواصل الشريعة عرض مبادئها بعدل وحساسية مدهشة: لا يُؤخذ رحى أو مِرداة كرهن، لأنها تمثل حياة الإنسان ومعيشته. والخاطف الذي يسرق شخصًا من قومه ليبيعه، يُدان بالموت.
أما البرص، فعلاجه لا يتم إلا حسب تعليمات الكهنة، والناس مدعوون لتذكّر ما فعله الرب بمريم كتحذير ضد التمرد.
في المعاملات المالية، تتجلّى الرحمة: لا يجوز الدخول إلى بيت المدين لأخذ الرهن، بل على المُقرِض أن ينتظر خارجه. وإن كان المدين فقيرًا، يجب رد الرهن له قبل غروب الشمس ليبيت دافئًا في ثوبه.
العدالة الاجتماعية تتجلى في الوصية بعدم ظلم الأجير الفقير، بل يُدفع له أجره في نفس اليوم. ولا يُحاسَب الآباء عن خطايا الأبناء، ولا العكس — كل نفس تتحمل مسؤوليتها.
ثم يأتي النداء للرحمة مع الضعفاء: لا يُعوج القضاء مع الغريب أو اليتيم، ولا يُؤخذ ثوب الأرملة رهنًا. يجب أن يتذكر الناس أنهم كانوا عبيدًا في مصر، والرب فداهم، لذلك عليهم أن يكونوا رحماء بالآخرين.
وأخيرًا، حتى في الحصاد والزيتون والكرم، على الفلاح أن يترك ما نسيه أو سقط منه للغريب واليتيم والأرملة، فهؤلاء لهم نصيب من بركة الأرض — وكل هذا لأن الرب يُحب الرحمة، ويبارك من يعمل بها.
تابع إذاعة صوت الحياة والامل على: إنستغرام، يوتيوب، فيسبوك، وتك توك.