"أنا شخصيا، أرفض أن أزوج ابنتي في سن صغيرة. أفضل أن تكبر وتتعلم وينضج عقلها وتفهم الواقع لكي أكون مطمئنا عليها وعلى زوجها وأبنائها. لكن، بالنسبة لفتاة صغيرة تعيش في العالم القروي وتأكل أكلا صحيا، وفي سن الثانية عشر عاما، يصبح جسدها ضعفَيْ جسدي ويتوفر للعائلتين خروف يمكن ذبحه وتزويجهما، فالأمر مختلف".
هذا باختصار ما قاله شخص يقدم نفسه كمدرب تنمية ذاتية وأسرية.
بالنسبة لابنته، فَمُهِم أن ينضج عقلها، وأن تفهم الواقع، وأن تتابع تعليمها.
وبالنسبة لباقي الفتيات، فالأهم هو الجسد. وحين تأكل أكلا صحيا، فجسدها يكون ضعفا جسده، وهذا كافٍ لكي تتزوج. ثم أن أهلها يملكون خروفا سيذبحونه للعرس. هي ليست كابنته. لا تحتاج تعليما ولا تحتاج لفهم الواقع ولا تحتاج لأن ينضج عقلها. لديها جسد... ولدى أهلها خروف.
بالمناسبة، هذه ليست أول خرجة إعلامية لمدافعين عن تزويج الصغيرات، يعتبرون فيها أنهم يفضلون ألا تتزوج بناتهم في سن صغيرة. لكنهم، في نفس الوقت، يشجعون على تزويج طفلات الآخرين. والحجة بالنسبة لهم، أن الصغيرات في العالم القروي لا يذهبن للمدرسة بسبب بعدها عن أماكن سكنهن.
أي أننا، بدل أن نطالب الحكومات بتقريب المؤسسات التعليمية من أطفال وطفلات العالم القروي، نعتبر تزويجهن هو الحل. والمعيار دائما... هو جسدهن، أو "قدرتهن على النكاح" كما يقول بعضهم. أولا، أيُّ قدرة على النكاح لطفلة في سن الثانية عشر، مهما كان حجم جسدها؟ ثم، هل الزواج عندهم نكاح فقط؟ أم هو مسؤولية تكوين أسرة وتدبير علاقة زوجية يتعذر أحيانا على الكبار والناضجين تدبير تعقيداتها ومسؤولياتها، خصوصا في السنوات الأولى للزواج. هل نتخيل أن طفلة في سن الثانية عشر أو حتى الخامسة عشر، تستطيع تحمل مسؤوليات أسرة؟
الجواب واضح... فبناتهم يحتجن لإنضاج عقولهن والتعلم وفهم الواقع... وبنات الغير جسد وقدرة على النكاح!