رمضان ليس من الأشهر الحرم، فالأشهر الحرم زي ما اتعلمناها في المدرسة هي: محرم ورجب وذي القعدة وذي الحجة. لكن أظن مافيش حد هيختلف في إن رمضان شهر خاص جدا وله مكانة مميزة ومقدسة في نفوس كل المسلمين، بل واخوانهم في البلد، حيث لا يفرق بيت مسلم أو مسيحي في الاحتفال بيه وبقدومه.
وإلى جانب مظاهره واحتفالاته وكنافته وقطايفه، بنتعلم منذ نعومة أظافرنا إنه شهر الرحمة والمغفرة، وبنتسابق في تكثيف الطاعات سواء كانت فرض أو نوافل، وبنحرص على التحلي بأخلاق زيادة شويتين، احتراما للشهر الكريم.
لكن مع الوقت ومع تفسخ الكتير من القواعد والقيم، طال رمضان ما طال إخواته بقية الشهور السادة، وأصبح لا يمثل عند البعض صوى امتناع مؤقت عن الطعام والشراب بينما تبقى النفوس الخربة زي ما هي، وكل كام يوم نشوف حادثة أكثر سوادا من اللي قبلها، ونستغرب بشدة لعدم وجود وازع عند مرتكبيها بسبب الشهر اللي بنستناه وبنستنى روحانياته وثوابه من السنة للسنة.
باديء ذي بدء: الطفلة الصغيرة اللي تم الاعتداء عليها في نهار رمضان في دورة مياه مسجد ، والمعتدي عشان الناس تلتمس له العذر قال إن زوجته رفضت إنه يقترب منها في نهار رمضان وقت الصيام. عذر أقبح من ذنب والا ذنب أقبح من عذر، مش عارفة والله!
تأتي بعدها المناوشات المعتادة واللي بيبررها البعض بإنها بسبب الصيام، زي حوادث المرور اللي بتقلب بخناقات، زي الخناقة الأخرانية اللي دارت بين سائق ميكروباص وزوجة رجل شرطة سابق واللي انتهت بإن عربية الميكروباص اتدشدشت حتت حتت عن طريق قرايب زوجة الرجل المهم.
ثالثا ويمكن تسبق الحادثتين اللي فاتوا حادث وفاة شخص أثناء صلاة التراويح في أحد المساجد واللي اتصورت عن طريق كاميرات المراقبة، سقط الرجل من وسط الصف وتشنج وطلع في الروح، ولم يتحرك أحد في كامل الصف، ولا حتى الشخصين عن يمينه ويساره، الفيديو تقشعر له الأبدان زي ما بيقولوا، حرمة النفس، حرمة الروح، راح فين الكلام ده؟ وهل كان أي من الواقفين في الصف هيستمر في صلاته اللي هي أصلا نافلة لو حد جه و زعق وقالهم إن عربيتهم اللي راكنة بره المسجد اشتعلت فيها النار؟
ده غير طبعا الأحداث الدايرة في سوريا واللي قاموا بيها مالقوش غير الشهر الكريم عشان يبتدوا يقتلوا جيرانهم المختلفين معاهم سياسيا ومذهبيا! طب يا جماعة استنوا بعد العيد، ما كل حاجة بنأجلها لبعد العيد، ما جاتش ع القتل على الهوية يعني!!
ونرجع نذكر ونتذكر، إن ما بقاش فيه أي وازع ديني أو أخلاقي يضمنلنا الحياة في أمان سواء في الأشهر الحرم، أو المناسبات الدينية، أو في أي يوم له أي ذكرى أو قيمة عند أي حد.
فقط بالقوانين وتطبيقها ، وبالعدالة و إيصالها لمستحقيها، تعيش الأمم في أمان.