منذ أن سمح "إلون ماسك" لكل أنواع التغريدات -بحجة حرّيّة التعبير- أصبحنا نرى تغريدات تحرّض على الآخر، وتغريدات تنشر أخبارًا غير صحيحة وتثير فوضى، وحسابات وهميّة وحسابات تنتحل أسماء شخصيات شهيرة، ولكن أغرب ما رأيته بالنسبة لي هو عالم الهلوسات الذي كان ممنوعًا وأصبح مسموحًا.
فتحت عينيّ متعجّبة وأنا أقرأ تغريدات من نوعيّة: "انظروا للشمس ستجدون أنها في الحقيقة آلة إلكترونية". "انتبهوا من التشات جي بي تي إنها أرواح في السماء تتحدث معكم". الكثير الكثير من التغريدات التي تشعر بأن أصحابها يعانون من مشاكل نفسيّة وهلوسات، ووجدوا من يشبههم فزاد إيمانهم بما يقولونه معتقدين أنه أصبح حقيقة لأن هناك غيرهم يؤمنون به. لذلك من الخطر السماح بمنشورات كهذه لأنها قد تستثير أشخاصًا هم عقليًّا مهيّئين للوقوع في بئر الهلاوس بدلاً من طلب المساعدة للعلاج.
نأتي للهلاوس الأخرى وهي الحسابات الكثيرة الوهمية. هذه الحسابات مهمّتها أن تدعم أشخاصًا سيّئين يحرّضون ضدّ اللاجئين والأقلّيّات، وهناك الكثير من الناس يهمّه التفاعل في صفحته، فعندما يجد أن هذا ما سيجعل تغريدته تنتشر يقوم بتبنّي نفس الخطاب والكتابة عنه معتقدًا أنّ هناك الكثيرين لديهم هذا الرأي، وبذلك يزيد فعلًا عدد من يتبنّون نفس التوجّه. أعرف امرأة غيّرت الحزب الوسطي الذي كانت فيه وأصبحت عضوة في حزب من أقصى اليمين، وكانت سعيدة وهي تقول لي: "تغريداتي تحصل على أكثر من ألف إعجاب".
من السهل التحكّم بالناس وتحريكهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية. لذلك يصبح من المهم أن يكون من يدير هذه البرامج لديه شعور بالمسؤولية، وأن تكون هناك رقابة ومحاسبة، ولكننا في زمن "إلون ماسك" الثريّ الذي لا تهمّه إلا مصالحه المادّيّة، ولا أحد يحاسبه لأنه أصبح يحكم أقوى دولة في العالم.