ولدت في عمّان في 1969 قضيت طفولتي وصباي في مدارس خاصة وحكومية وأنا أغني كل صباح على مدى اثنا عشر سنة؛ بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان ومن نجد الى يمنٍ الى مصر فتطوان..
ربما كنّا آخر جيل يعاصر فكرة القومية العربية بأحلام الأمجاد التي زرعتها فينا من خلال كتبنا وأناشيدنا الصباحية!! كان ذلك في الأردن قبل أن تتحول المناهج الى دم وتك وقبل أن يلغى درس فراس العجلوني وعبد القادر الحسيني...
اقرأ واستمتع
كان عنواناً في كتاب اللغة العربية في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية ان لم تخني الذاكرة،
قرأنا فيه قصصاً وحكايات، كان الغرض منها أن نتعلم معاني الخير، والحق، والعدل، والتضامن!! من بين العناوين التي لم أنسها..
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
وهي قصة شعبية عن ثلاث ثيران (أبيض، أحمر وأسود) يقوم الأسد بخداعهم ويأكلهم واحداً تلو الآخر بعد أن فرق بينهم بحجة أن الثور الأبيض ولونه هو من يجلب لهم المتاعب والحيوانات المفترسة، هذا العنوان الذي ذهب مثلاً حتى يومنا هذا قيل على لسان الثور الأسود بعد أن ترك هو والأحمر الثور الأبيض لأسنان الأسد ومن بعدها ظن أن الأسد سيوفره إن هو تخلى عن الأحمر فتركه فريسة وكان بالمحصلة هو التالي...
في الإتحاد قوة
قصة رجل مسن جمع أولاده وهو على فراش الموت ليقدم لهم النصيحة الأخيرة.. أعطاهم أعواداً منفردة وطلب منهم كسرها فكسروها، ثم أعطاهم رزماً من الاعواد ليكسروها فلم يستطيعوا.. كان تلك القصة تهدف الى تعزيز قيم التضامن والاتحاد
هذه القصة بالذات كنت أراها بديهية.. أي بعقل الطفلة أنذاك كنت أفكر:(الإتحاد قوة)!؟ هل من المعقول ألا يعرف هؤلاء الأبناء الكبار العاقلين البالغين الراشدين هذه الحقيقة البديهية؟؟؟
إذا أردنا أن نسقط ما سبق على ما أعيشه وأياكم في هذا الزمن، في القصة الأولى أجد لزاماً أن أستبدل الأسد بالضباع المسعورة احتراماً للتسلسل الهرمي الأخلاقي في مملكة الحيوانات المحترمة.
إن تفاصيل السنة الماضية وما نعيشه اليوم يؤكد أن من وضع تلك المناهج لم يتعلم منها شيئا فقرر استبدالها بدم تك..
عروب صبح