ينتظر الشبّان والشّابات يوم زفافهم الموعود بفارغ الصّبر، وتنتظره كذلك عائلاتهم وأصدقاؤهم، ويحلمون جميعًا بيوم من العمر، فيخطّطون، ويدعون بـ"التمام على خير"... هكذا فعل عرسان جنوب لبنان هذا العام، لكنّ الحرب أربكتهم، وطول أمدها غيرّ مسار تخطيطهم، فمنهم من قرّر خوض التحدّي والإبقاء على موعد زفافه مع نقله إلى العاصمة رغم الصّعوبات على أكثر من صعيد ومنهم من قرّر التأجيل... ماهر وعروسه قبلا التحدّي...
أكبر الصعوبات اللي عم نواجهها هي طريقة التحضير، نحنا بضيعتنا كنا معودين نحضر بطريقة معينة، كل "السبلايرز"اللي منتعامل معن، أصحاب المحلات كلن قرايبينا، كان كتير شغلات نقدر نخلصا عالتلفون نحنا واياهن، نفهم ع بعض بطريقة الأعراس.
ماديَّا بضيعتنا كنّا نحنا معودين ع بعض وفي ثقة بين أهل الضيعة، كان الواحد يعمل عرسو وبس يخلص بيدفع ع مهلو، ما في إشكال، وهيدي شغلة ببيروت واجهناها كبيرة انو نحنا كل شي بدنا ندفعو قبل العرس.
إضافة لصعوبة الطريق،اليوم الطريق خطرة، النزلة صعبة، كل شي عم بيكون صعب عالعريس وع أهل العريس ومعازيمو، الناس تحت ما عندا بيوت تنام فيها، بدا تضطر ترجع بالليل، وبالليل في خطر طرقات، خطر حرب، خطر قذايف، كتير الصعوبات بس اليوم الظرف نحكمنا فيه، كرمال هيك انجبرنا.
هذا تمامًا ما جعل طارق وخطيبته يتريثان، ويفكّران بالتّأجيل، رغم شوقهما للاجتماع تحت سقف واحد..
أنا كنت محدّد بـ22/6، ع أساس إنو تخلص الحرب، ما حبيّت انقل ع بيروت لان الفرح عنا أحلى، كل شي عنا أحلى، السهرات بالمطاعم والسهرات قدام البيوت، الأسعار أنسب وأحسن، المطاعم معاملتها أفضل بكتير، وما حبيت جرجر العالم عبيروت خطر طرقات، وحط العالم ع مسؤوليتي.
قطاع الأعراس واسع ومتشعّب، فبين الملابس وتصفيف الشّعر وحفلة العرس وزينتها، الخاسرون في الجنوب كثر، وأكثرهم خسارة أصحاب المطاعم وصالات الأفراح، وإيلي واحد منهم...
كان عنا السنة 10 أعراس، في منن 8 نزلو ع بيروت، هاو الـ8 كانوا بيعملو مردود كتير كبير يعني أنا صيفًا شتاءً أكيد في عنا خسارة فوق الـ 50 ألف دولار.
صوت القصف والغارات الذي يصدح في الجنوب طغى على موسيقى الأفراح حتى بات يُسكتها، وخسائر الأزمة الإقتصاديّة لم تعد شيئًا أمام الخسارة المترتّبة عن الحرب، فهل يمتلك الجنوبيّون الصّبر والقدرة على التّحمل بعد... وإلى متى؟