على ربوة صغيرة في قلب بيروت، وسط حرج من أشجار الصنوبر يقف قصر بديع الطراز، يروي حكاية أكثر من قرن من الزمن شهد على ولادة دولة، وصراعات هويات، وحوارات بين الشرق والغرب إنه قصر الصنوبر الذي يرى فيه زائروه مركزا للقرار الفرنسي.
في الأول من أيلول 1920، وقف الجنرال الفرنسي هنري غورو ليعلن قيام دولة لبنان الكبير وداخل أروقته الواسعة وقاعاته المزخرفة، نظمت حفلات موسيقية، ولقاءات فكرية، ومعارض فنية. انه مساحة للحوار والتلاقي السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو يؤكد عبر مونت كارلو الدولية عن الروابط بين لبنان وفرنسا والتي بنيت عبر قصر الصنوبر .
بمجرد أن تخطو عبر البوابة الحجرية العتيقة، وتدخل الباحة يبهرك الإحساس بالفخامة الهادئة. واجهة القصر الداخلية تفتح على ردهة واسعة ذات سقف مرتفع، تتدلى منه ثريا كريستالية ضخمة تلمع أشعتها مع انعكاس الضوء الطبيعي الداخل من النوافذ الكبيرة.
في الداخل، سلالم عريضة ملتفة تصعد نحو الطابق العلوي، حيث تنتشر قاعات الاستقبال الفخمة. تبهر طلاب المدارس والجامعات
الفرنسية الذين اتوا للتعرف على معالم القصر من الداخل والخارج يرافقهم مستشار السفارة الفرنسية في بيروت مروان الطيبي
قصر الصنوبر مرآة لذاكرة وطن بأكمله. من على عتباته ولد لبنان الكبير، ومرّت فيه شخصيات صنعت قرارات مصيرية. لكنه يبقى قبل كل شيء رمزا للعلاقة بين فرنسا ولبنان، يجمع بين الحنين والجدل، وبين الماضي والحاضر