بعدما انهارت أبيات الشعر وحُبست قصائده في صدور شعراء الموصل لثلاث سنوات بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، صدحت حناجرُهم اليوم في مهرجان أبي تمام للشعر العربي بدورته السادسة، هذا المحفلُ الثقافي تقليدٌ بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي، وأُستأنف مؤخراً بعد تحرير الموصل.
سعد محمد رئيس اتحاد الكتاب والأدباء في نينوى: "النسخة الأولى كانت عام 1971 وشهدت حضوراً عربياً مهماً كالشاعر نزار قباني، وهو من أكبر المهرجانات الجماهيرية في العراق يستمر لمدة أربعة أيام".
الرمزية الكبيرة التي تركها الشاعر أبو تمام وبصمته المختلفة في عالم الشعر العربي كانت كفيلةً لجذب شعراء من دول عربية مختلفة، لذا شارك في هذه النسخة التي ستستمرُ اربعةَ أيام أكثرَ من مئةٍ وعشرين شاعراً عربياً وعراقياً.
وليد الصراف شاعر عراقي: "أبو تمام الحقيقة هو معجزة الشعر، فهو الذي كسر عامود الشعر والذي غادر بعد أن وصل أقصى أقاصي الشعر، وكان صاحب بريد الموصل. فكل بيت شعر كتبه هو حمامة زاجلة كارت من لسانه إلى أعشاش لها في قلوب الناس".
الشاعر الإماراتي محمد البريكي وجدَ في هذا المهرجان إحياء للثقافة العربية والعراقية: "هذه المهرجانات والفعاليات هي مهرجانات اللغة العربية والشعر العربي، وحينما وصلتني هذه الدعوة للمشاركة اطلعتُ على الأسماء المشاركة وهي أسماء قديرة وجديرة بالمشاركة من أجل أن يبقى هذا الشعر، فهو حضارتنا وهويتنا ومستقبلنا".
المقاعد امتلأت حد التخمة بالجمهور والذي بقي حتى انتهاء اولى ليالي ابي تمام ومهرجانه الشعري. رحمه الجبوري إحدى الحاضرات: " نحن جداً سعداء يهذا العرس الثقافي والأدبي وفخورون بهذا الإنجاز خصوصا أن المنطقة هي اليوم منطقة جذب للسياح وللأدب والفن، فإن شاء الله تبقى هذه الانطلاقة مستمرة".
قيل إن الشاعرَ العباسي أبا تمام كان ينحتُ الشعرَ من قلبه ويلونه بأحاسيسِه، لاسيما حينما قال بيتَه الأشهر:
"نقّل فؤادك حيث شئتَ من الهوى، ما الحبّ إلا للحبيب الأوّل".