انت عارف الناس اللي فاكرة ان التسعينات كانت من ١٠ سنين، دول مش الناس، دول أنا!
طب عارف الناس اللي فاكرة ان ٢٠١١ كانت من سنتين تلاتة، دول برضه أنا.
وللأسف ده مش أنا وبس، دي شريحة كبيرة من الناس، وخاصة من جيلي عندهم الخلط ده. وكأنها مشكلة سيستم، أو كإننا متلبسانا متلازمة أصحاب الكهف، نمنا جوه الجبل وصحينا مش مقتنعين بمرور السنين.
ومش عارفة برضه إذا كانت دي حاجة خاصة بجيلنا والا كل الأجيال بيحصلها كده؟. بس لا والله، أعتقد ان الجيل اللي قبلنا كان بالعكس، يعشق الحكايات اللي بتبتدي ب (زمااان، لما كنت أدك كده) بينما اللي بيتكلم ممكن يكون أكبر منك بيادوب ١٥ سنة. والحواديت اللي بتنتهي ب (إيييه، هو زمانكم ده زمن؟ فين أيام زمان و جمال أيام زمان؟)، بينما بيكونوا بيتكلموا عن حاجة حصلت من ٥-٦ سنين.
على العكس فجيلنا احنا، مش عاجبه يافطة (احنا الكبار) دي، اللي مصممين يثبتوها فوق رؤوسنا.
مش عايزين حد يشيلنا مسئولية حكمة السنين ولا أخطاء الماضي. يمكن عشان لسه عندنا امل نصلح الأخطاء دي وأسهل طريقة هو اننا ما نعتبرهاش أخطاء حصلت في ماضي بعيد قوي كده، فيكون لسه عندنا أمل في التغيير
.
من ناحية ده شيء جميل، ومن ناحية تانية قد يكون شيء بائس، أصل تخيل جيل لسه عنده أمل يصلح أخطاء منتخب مصر في كأس العالم في إيطاليا سنة ٩٠. لسه فاكر ضربة جزاء مجدي عبد الغني، (واللي طبعا مجدي عبد الغني نفسه مش مدينا فرصة ننساها). لسه بنبص للمباني حوالينا ونقول لبعض: يا ترى لو اتكرر زلزال ٩٢ العمارات دي هتصمد؟ يا ترى الأحسن ننصح الناس تنزل السلم والا تستخبى تحت السفرة والا تقف في مدخل أي باب؟.
لسه بنتعامل مع الثورة على إنها كانت أول امبارح، ونعيد تفكير فيها وفي أحداثها ويا ترى غلطنا في إيه وإيه اللي ممكن يتغير؟. لسه شايفين نفسنا شباب الثورة، مع إن أغلبنا بقى عنده عيال في ثانوي، وشعره ابيض، ووشه بدأت تزحف عليه التجاعيد.
بنزعل قوي لو حد قالنا في الشارع يا طنط أو نادانا ب يا عمو، ونتلفت نسألهم؟ أنا طنط يابنتي؟ مين ده اللي عمو يا ابني؟ دا احنا لسه صغيرين.
مع كل المآسي السياسية والكوارث الاقتصادية، والفركشة الاجتماعية اللي احنا عايشين فيها، ومع كل حبوب مضادات الاكتئاب اللي بنبلعها كل يوم الصبح ع الريق، ومع كل لعناتنا اللي بتنزل ترف آخر كل ليلة على العيش والعيشة واللي عيشينها، يبدو اننا مش عايزين نكبر، عشان يظهر إننا لسه عندنا أمل، لسه عندنا أمنية إن القدر والأيام والسنين تسمحلنا نغير واقعنا وواقع اللي بعدينا لواقع جديد، ما نقعدش فيه تحت شجرة نبص للأفق بحسرة وبألم، ونقول: إيييه وهو احنا هناخد زماننا وزمان غيرنا؟ إحنا عملنا اللي علينا، الدور بأه على جيل الصغيرين.