في برنامج "حوار" تستضيف كابي لطيف المؤرخ والجغرافي الفلسطيني الدكتور جوني منصور للحديث عن معالم غزة التاريخية وعن عراقة تاريخ عكا وحيفا ومكانة مدينة الناصرة ودور المؤرخ والمثقف في زمن الأزمات والحرب.
معالم غزة التاريخية
ذكر الدكتور جوني منصور أن مدينة غزة تحتوي على معالم أثرية تعود إلى أكثر من 1500سنة قبل الميلاد حيث تمثل نقطة تقاطع تجارية تربط بين كل من بلاد الشام ومصر وبغداد والجزيرة العربية وهو ما يؤكد المركزية الاستراتيجية لهذه المدينة في محيطها بعد تعاقب الأزمان. قال المؤرخ الفلسطيني أن كنيسة القديس برفيريوس الذي تعرضت للتدمير جزئيا بعد القصف المتواصل لقطاع غزة وهي ثالث أقدم كنيسة والتي تشهد على التواجد المسيحي الذي يعود بناؤها إلى القرن الثاني والثالث بعد الميلاد كما يوجد بنفس المدينة ضريح جد الرسول هاشم بن عبد مناف الذي وافته المنية بغزة
مدن تحمل تاريخ أمم بأكملها: حيفا وعكا والناصرة
حدثنا الدكتور منصور عن موطن نشأته في مدينة حيفا وكيف أثرت فيها أحاديث العائلة عن فلسطين 48 وما قبلها، مواضيع قادته إلى التخصص الأكاديمي حيث خص لها مسيرته الأكاديمية من أجل نقل الرواية الصحيحة لتفنيد الروايات الموازية من خلال البحث في تاريخها بغية نقل واقع ذو مصداقية الذي تعيشه مدينة حيفا. وأضاف أن النواة الحالية للمدينة تبقى حديثة لا تتجاوز 250 سنة لكن الأثار المكتشفة في ضواحي المدينة تعكس تاريخا يمتد إلى الفترة الكنعانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية حتى الفترة العثمانية. وأشار أيضا إلى أن فلسطين التاريخية تتكون من طبقات مثلا يافا الذي يعود تاريخها إلى 3000 سنة والقدس 5000 سنة وأريحا 10000 سنة وكذلك مدينة الناصرة الحاضنة لقصص دينية مرجعية لدى المسيحية.
قضايا التأريخ ودور المؤرخ
لم يُخف الأكاديمي الفلسطيني د. منصور أن المرحلة الحالية تتميز بالصعوبة وذكر أن عمله كمؤرخ يتماشى وفق ما يتطلب عمله البحثي ومع وظيفة أي مثقف وما يقتضيه ضرورة الاشتباك مع قضايا مجتمعه. وأضاف أن المثقف يملأ الفراغ التفاعلي عند غياب التنديد الدولي، هذه الأصوات تنادي دائما ليس فقط بوقف فوري لإطلاق النار ولكن السعي لإعادة كرامة الإنسان داخل قطاع غزة. كما رأى المؤرخ الفلسطيني أن المثقف لا يمكن أن يقف متفرجا خصوصا في ظل الصمت رغم هذا التحرك المتأخر، وأن الواجب يتعدى المناداة بوقف إطلاق النار إلى المطالبة بإعادة الكرامة لسكان غزة الذي يفوق تعدادهم المليونيين. وقال هذه الوظيفة تشكل ورقة ضغط يمارسها المثقف من أجل إعادة غزة إلى سابق عهدها.